من عام 1962 حتى اليوم: إطلاق مكتبة عبد عابدي الإلكترونية وأبرز المحطات الإعلامية

تم إطلاق مكتبة عبد عابدي الفنية الإلكترونية، وهي أرشيف رقمي منظم ومتعدد اللغات يوثّق أكثر من ستة عقود من الإنتاج الفني، والنشاط الثقافي، والعمل العام للفنان الفلسطيني عبد عابدي. تضم المكتبة أكثر من 600 مادة منشورة، بين مقالات صحفية، دراسات أكاديمية، مقابلات، نصوص كتالوجات معارض، ومقالات كتبها الفنان بنفسه. تمتد المواد من عام 1962 حتى عام 2024، وهي متوفرة باللغات العربية، العبرية، الإنجليزية، الألمانية، الإسبانية، والمجرية.

يوثق هذا الأرشيف جميع المراحل الأساسية في حياة عبد عابدي المهنية، من المعارض الأولى والجداريات العامة إلى نشاطه السياسي والاجتماعي، ودوره التأسيسي في دعم الفن الفلسطيني داخل الوطن وخارجه. ويشمل أيضًا موادًا نقدية وتحليلية حول معارضه، ورسوماته، ومنحوتاته، ونشاطه كمدرس وكاتب.

أول مقالة محفوظة في الأرشيف تعود إلى 21 كانون الثاني 1962، نُشرت في صحيفة “كول هعام” العبرية، وتناولت افتتاح أول معرض فردي لعبد عابدي في تل أبيب. وبعد خمسة أيام، نشرت القَيّمة الفنية جيلا آدام مقالًا نقديًا حول المعرض ذاته.

في 5 آب 1966، أجرت صحيفة الاتحاد أول مقابلة موسعة مع الفنان خلال زيارته إلى حيفا بعد عامين من دراسته في أكاديمية الفنون في دريسدن. حين سُئل “هل نضجت؟”، أجاب: “نضجت خلال عامين، ولكن في الفن نضجت لثماني سنوات”. كما قال: “تعلمت من المواضيع الأوروبية، لكنني بقيت نفسي. في السابق، كنت أمنح اللوحة روح الجمال، أما الآن فأرى فيها قصة الأرض والطبيعة، وأمنح حتى الحجر دوره، وأتحرر من التفاصيل الزائدة. في لوحة تُجسد الإنسان الذي يدافع عن الأرض، ركزت على الأيدي والعيون، وتحررت من الجوانب الثانوية. أنا الآن أركز على المضمون”.

في 21 كانون الثاني 1972، نشرت الاتحاد تقريرًا بعنوان “الفنان عبد عابدي يعود إلى الوطن”، أعلنت فيه عن عودته من دراسته في ألمانيا الشرقية، بعد أن شارك في تنفيذ جدارية ضخمة في قصر الثقافة في دريسدن (30 مترًا طولًا، و11 مترًا ارتفاعًا). وأشارت الصحيفة إلى منحه لقب “النشيط في العمل الاشتراكي”، ومعرضيه الجماعي والفردي، وجداريته التي رسمها على جدار الأكاديمية رمزا للصداقة بين الشعوب.

في 9 شباط 1973، نشر عبد عابدي أول مقال له ككاتب بعنوان “أنشودة الأطفال في حياة الصليب”، بمناسبة مرور 75 عامًا على ولادة الكاتب الألماني برتولت بريخت. وتبع ذلك في 13 نيسان 1973 مقال بعنوان “بيكاسو: فنان القرن العشرين”، كتبه عبد عابدي بعد وفاة الفنان الإسباني الشهير، مستعرضًا أعماله المؤثرة مثل غيرنيكا، ومساهمته في قضايا الحرب والسلام.

في عام 1978، كتب الأديب إبراهيم مالك مقالًا حول نصب يوم الأرض، قال فيه: “قلة من الأعمال الفنية تحظى بحياة أبدية، وتترسخ في مشاعر الناس ووجدانهم، وتغدو رمزًا مقدسًا. لا نبالغ إن قلنا إن نصب يوم الأرض نال هذا الحق.”

أما في عام 1987، فقد نشرت صحيفة الصنارة مقالة كشفت فيها عن وثيقة أعدها عبد عابدي قُبيل مؤتمر لدعم الإبداع العربي، وفيها دعا إلى دعم الفنانين والكتّاب العرب، وتأسيس متاحف بلدية، وتقديم المنح الدراسية، ودمج الفنون في التعليم، وسن قوانين تُلزم شركات البناء بتوظيف فنانين لتزيين الأبنية العامة والخاصة.

في 21 تشرين الثاني 2001، نشرت صحيفة الاتحاد مقالًا للكاتب يوسف حيدر عن جداريات عبد عابدي في قرية عبلين، قال فيه: “هو يفاجئنا في كل مرة… أصبح فن الفنان الفلسطيني الكبير عبد عابدي جزءًا حيًا وواعيًا ومثقفًا من حياة العديد من الطلاب والناس والفنانين. ففي تصميماته وجدارياته، هناك حياة، وصمود، وأمل، وانبعاث”.

في 8 تشرين الأول 2010، كتبت د. سمادار شيفي في صحيفة هآرتس مقالًا بعنوان: “عبد عابدي: فصل أساسي في تاريخ الفن الإسرائيلي”، سلطت فيه الضوء على دوره التاريخي المؤسس في الفن الفلسطيني داخل إسرائيل.

وفي ذروة جائحة كوفيد-19، نشرت مجلة Selections اللبنانية في 2020 مقالة بعنوان: “يوميات فنان في أزمنة مثيرة”، عبّر فيها عبد عابدي عن تأملاته خلال فترة الإغلاق حول الذاكرة، والعزلة، والخيال الإبداعي.

في 22 شباط 2013، نشر جدعون ليفي وأليكس ليفاك في قسم “منطقة الغروب” بصحيفة هآرتس مقالًا بعنوان “فنان عربي-إسرائيلي من حيفا يستخدم الفن لمساعدة أخته اللاجئة الفلسطينية”، وجاء فيه: “درس عبد عابدي سبع سنوات في أكاديمية الفنون العليا في دريسدن، عند الفنانة ليا غروندغ، لاجئة مثله: كانت ألمانية شيوعية هربت مع زوجها اليهودي من النازيين إلى فلسطين، وأقامت فيها ست سنوات، ثم عادت إلى ألمانيا الشرقية؛ أما عبد، فقد غادر فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، ثم عاد ودرس في ألمانيا”.

.

تناولت الباحثة والقيّمة طالي بن-تسفي هذه العلاقة الأكاديمية في كتاب الهولوكوست والنكبة: الفن والذاكرة، حيث خصصت فصلًا يقارن بين تجربة ليا غروندغ وعبد عابدي كلاجئين سياسيين وفنانين مقاومين، استنادًا إلى سياق نكبة 1948 والهولوكوست

وفي عام 2020، نشرت الصحفية روضة غنايم مقالة حول سلسلة “أدراج الذاكرة” الفنية لعابدي، نُشرت في صحيفة المدينة في حيفا، بعنوان: مذكرات مرئية في جوارير مبعثرة بين وادي النسناس ووادي الصليب، خلصت فيها إلى القول:

“الجوارير ليست فقط وسيلة لحفظ التراث، بل تشكّل عاملًا استفهاميًا استشهاديًا يثير أسئلة حول التاريخ الشخصي، وما يحتويه من ذاكرة. فالجارور هو صندوق ذكريات أزلي يروي قصصًا شخصية لأفراد عاشوا في هذا المكان، لينقل لنا حكاية شعب صامد يصارع النسيان”.

وفي 2024، أُجري مع الفنان عبد عابدي لقاء إذاعي خاص على راديو حيفا بعنوان: “الفنان ابن الـ82 من حيفا: اللجوء رافقني طوال حياتي”، استعرض فيه سيرته الفنية، وأهم محطات التهجير والذاكرة والمقاومة التي شكّلت فنه منذ بداياته وحتى اليوم.

تشكل مكتبة عبد عابدي الفنية مرجعًا أساسيًا للباحثين، الطلاب، والمهتمين بالفن الفلسطيني المعاصر، حيث تكشف هذه الأرشيفات عن مسيرة فنان عابر للحدود، بقي متجذرًا في الأرض والناس، وواكب تطورات المجتمع عبر الريشة والكلمة.

Let your voice be heard! Share your thoughts and ignite the conversation. Your comments matter!

المشاركات الاخيرة

المبدع الفلسطيني عبد عابدي..حاملًا ربيع الفن التشكيلي
يوليو 9, 2025By
دعوة لحضور حفل افتتاح المعرض Heartache מועקה ُو َجع
يوليو 1, 2025By
إقبال على معرض الفنان الفلسطيني عبد عابدي
مايو 20, 2024By
الفنان عبد عابدي… يروي حكاية حيفا في ذكرى احتلالها
أبريل 29, 2024By
لا يوجد هناك مكان: معرض في متحف الفن الحديث في فرانكفورت
مارس 25, 2024By
دعوة: أصوات من مشروع المقابلات “الفن في الشبكات” يوم 21 مارس في الألبرتينوم
مارس 18, 2024By
أصداء البلدان الشقيقة / بيت الثقافات العالمية في برلين
فبراير 10, 2024By
“على هذه الأرض” يجمع الفنانين العرب حول فلسطين
نوفمبر 27, 2023By
البرتينوم: رومانسيات ثورية؟ تاريخ الفن العالمي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية
أكتوبر 31, 2023By
ترميم جدارية عبد عابدي في حيفا
أغسطس 10, 2023By

الأعمال الأخيرة

GDPR

اكتشاف المزيد من عبد عابدي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading