
احتفل قبل أسبوع في مدينة حيفا بافتتاح « بناية الرياضة » الواقعة في في مشارف جبل الكرمل الجنوبية وبهذه المناسبة ، أريح
الستار عن لوحة الحائط الضخمة التي تتصدر البناية والتي تبلغ مساحتها ۲۰۰ م مربع وهي من تصميم وتنفيذ الرسام والنحات
غرشون کنیسبل المستشار الفني لبلدية حيفا . وقد صاحب عمل اللوحة الجدارية هذه جدال ونقاش حاد خرجا من نطاق دوائر الفنانين
الضيقة والمسؤولين في البلدية ، .. الى محكمة العدل العليا التي أقرت حق الرسام كنيسيل في الاشتراك في المباراة وفي الفوز فيها باجماع
أصوات هيئة المحكمين ورابطة الفنانين التي كان من واجبها ومن أهدافها مساعدة الفنان والمحافظة على حقه ، هي التي عملت المستحيل
الاحباط فوز الرسام كنيسبل الذي يعد وبحق الوجه الآخر للفن الإسرائيلي والذي يؤمن بدور الفنان في التوعية والرؤية الواقعية الهادفة
لهادفة بتفاعل الشكل والمضمون ، وفي ازالة الهالة والفراغ والعبث المستحيل في عمل الكثير من الفنانين الاسرائيليين . ولم يكن من الصدفة في شيء ان يتجند نقاد « الفن الخالص » و « الفن الرفيع » في صحيفة يديعوت احرونوت وجريدة « معريب » ليهاجموا بشدة روح اللوحة التي تمثل الانسان في حركات دينامية : قائلين ان هذا العمل يذكر الناس و « رجال الفن » بالاعمال الاشتراكية في برلين الديمقراطية وفي موسكو .
وعلى حد قولهم فان « هذا الاسلوب في الشكل والمضمون قد انتهى عهده مع موت يوسف ستالين ، ولم يعد له ذكر ، فهو يمثل الكآبة في لون
رمادي مسكوب على قطع من الالومنيوم يشكل اجساما غريبة في بلاد مثل اسرائيل سماؤها زرقاء وصافية !! » .بهذه الروح من ( النقد »
كتب أ. منتسمان الذي يمثل ذروة ( السنوبيزم » في فيلات جبل الكرمل وناقد آخر في العائلة الأمريكية التي لها احفاد في اسرائيل ودول العالم
المتمدن غير ان تلك الضجة المفتعلة التي أثيرت حول اللوحة الجدارية هذه وحول قانونية الاشتراك في المباراة ، كانت المؤثرات الاخرى في عمل الفنان كنيسبل مؤثرات كبيرة .. ومثيرة دلت على مقدرة وعلى درجه كبيرة في الابداع والتلاحم في تسيير المادة من أجل اغناء الهدف
والمضمون . ان هذا الشكل من الانتقاد – يقول كنيسبل يعيد الانظار الى أيام المكارتية البغيضة – الى الدور المبرمج لنقاد الفن ومتاحف البلاد
التي تقفل أبوابها في وجه الفنانين الحقيقيين في اسرائیل
عبد عابدي
