
احتفلت المحافل الفنية والادبية في جمهورية المانيا الدمقراطية ، قبل فترة ، بالرسامة الالمانية الشيوعية ، لله غرونديج ، بمناسبة بلوغها
السبعين عاما •
وبهذه المناسبة ايضا منحت الدولة الالمانية ، وسام كارل مارکس ،للرسامة ، تعبيرا عن حب الطبقة العاملة لهذه الفنانة التي ناضلت في
سبيل تحقيق العدالة والاشتراكية ، التي نادى بها ابن الشعب الالماني البار کارل ماركس
ولئه غرونديج ، هذه الانسانة الطيبة ، شاءت الظروف أن أكون تلميذها عندما كنت طالبا في كلية الفنون الجميلة في مدينة درسدن ، وكانت آنذاك في عامها الخامس والستين عندما شاركتها الاحتفال بالتاريخ الحافل الحي لانسانه لها في هذا التاريخ لوحة والتاريخ فيها ذكريات مليئة بالتضحية والعذاب
فهي ، وفي سنوات حياتها المبكرة ،انوجدت في صفوف الجماهير ،و شاركت الرسامين والمفكرين والشعراء الالمان في سبيل وضع القاعدة الاشتراكية على ارض المانيا والتي گلفت الطبقة العاملة الالمانية التضحيات الهائلة . ولكونها شيوعية فقد لوحقت في سنوات الحكم النازي ووضعت في معسكرات الاعتقال مع زوجها هانس غرونديج ، الرسام ، الذي قال « لا » للذئب النازي ..
وقد تمكنت لله غرونديج من الهرب ووجدت نفسها في فلسطين في سنوات الاربعينات الا أن ذلك لم يمنعها من الالتحاق بزوجها والرجوع الى
وطنها الام مدركة بذلك أن الصهيونية لا يمكن أن تحل مأساة الشعب اليهودي ولا يمكن أن يكون بديلا لهذا الوطن ( الالماني ( الذي من اجله
وضعت حياتها والتي فيه رأت الحلم الذي تحقق في بنائه الاشتراكية فهي كما اعطته فقد اعطاها هذا الوطن كل الامكانيات للابداع الخلاق لاجل بناء تلك القاعدة التي وضعها زملاء لها مثل اوتو ديكس ، ناغل ، غروس بریخت، توماس مان وزوجها الراحل الرسام هانس غروندیج
عبد عابدي
