ما هي الصورة (أو الصور) التي أكثر ما تراها تعبّر عن العام 2020 حتى الآن؟
اللوحة الأخيرة والشاملة لشجون افكاري تلك التي أنجزتها هنا في القرية الوادعة تشوكا كو الهنغارية, حيث مسكننا الثاني تحاشياً من تفشى المرض والبقاء بعيداً عنه.
لقد أنتجت هنا عملاً غرافيكيا ، أعادني لسنوات مضت حين درست في أكاديمية الفنون في مدينة دريسدن في المانيا ، هذا العمل جسدت فيه حالة الفتى الحالم الذي يطير بالمنطاد ويعلو فوق سهول وهضاب القرية ليحلق في البعيد البعيد .انها واحدة من مجموعة أعمال أنجزتها سابقا في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني الذي ولدت فيه ،
إذا كنت ستكتب ملاحظة، أو تذكير، أو ذكرى لنفسك، أو للعالم، في كبسولة زمنية، وكنت ستفتحها بعد ١٥عاماً من الآن ، فماذا ستقول؟
يقول قاءل ان عام 2020 لم نستهلكه فيجب ان لا يحسب له حساب.
لجاءت في الماضي لوصف ما اصبوا اليه وما اتوقعة من ردود فعل انفعالي وتضامني تجاه الحدث والحدس وقد أصبت في الصياغة وتباء لما هو قادم ، اعتقد ان الإبداع وكل ابداع ان كان صادقاً ومعبراً سيدوم لمراحل قادمة وهي اكثر من خمسة عشر عاماً وبالتاءكيد…
إذا كان عليك وصف عام 2020 باختصار، فكيف تصفه؟
ان احداث العام 2020 تعد من الأعوام الأقل إنجازاً في المجالات المختلفة منها الصحية والمعيشية التي اصابت الكثير من مصالح الناس فكم بالحري اوضاع الفنان المبدع الذي يعتمد على مصادر رزقه من سوق المبيعات واقتناء المتاحف والموءسسات لأعماله وفي شتى مجالات الإبداع ، قد يكون الإنتاج المتاح في هذه الفترة العصيبة مغايراً للتوقعات ، لكنه ضرورة ملزمة في التطلع نحو غد مشرق وواعد.
لو حدث تطوّراً في الحبكة، كيف تتصوّر أن تستمرّ الأحداث؟
مرت على عالمنا الكثير من ويلات الآوبة الفتاكة وأكثرها فاحشة تلك آلتي فتكت بمجموعة من الشر وفي أوروبا بالتحديد ، نحن الان بوضع يستطيع عالمنا التقليل من انتشاره ، ان الدور الذي أقوده في عملي الإبداعي هو المشاركة الوجدانية والتعبيرية في وقف زحف الأذى والمناشدة بالتوعية المطلوبة كما فعل بيكاسو في لوحته الخالدة الغيرنيكا لصد السوء والأذى ، لاجل الحياة وسعادة البشر
ان ما تنطوى عليه المرحلة من اوضاع هي اقل كارثة مما اصاب شعوب العالم من ويلات تجلت في أعمال شعراء وكتاب ومبدعين في فترات تاريخية سجلت للتاءريخ وتنبيه لما هو اتً،وكتعبير عن ردة الفعل والانفعال لما قدمه عمالقة الإبداع البصري والسمعي كالفنان الألماني اوتو ديكس حين عبر عن ويلات الحرب العالمية الأولى في أوروبا ، وما عكسه الملحن الروسي موديست موسورسكي ( المولود في العام 1838-1881 . موسورسكي كتب سيمفونية “لوحة في معرض ” إكراماً لصديقه الفنان فيكتور هارتمان الذي توفى مبكراً .
كرّس بعض الفنّانين هذا العام حتى الآن للعمل بشكل متواصل من الاستديو الخاص بهم؛ فيما وجد البعض الآخر أنفسهم محبطين تماماً وأوقفوا كل شيء. ماذا كنت تفعل حالياً؟
قد لا تكون حالة الأفعال في لحظتها ، قد تاءخد حيناً من الوقت كي تتكامل مضموناً وشكلاً هكذا كان في ردود بابلو بيكاسو والفارو سيكيروس المكسيكاني وألبرت دورير الألماني وليو تولستوي الروسي وغيرهم من المبدعين ، لم يجد الإحباط عندي مكانته، بالذات شهدت أيام كورونا عندي محصلات جيدة واستعادت عافيتي بالعمل أمام كل احباط.
ذكرت في المقدمة العمل الذي أنجزته في القرية الوادعة تشوكا كو ، وهو الانطباع الذي حصل في تحليق الطاءرة الورقية التي حلقت في فضاء ساحة البيت وتوجيه ابني في ضبط مسارها وتوازنها ، انه جزء من أعمال تحمل هذا العنوان انجز في مدينتي الساحلية حيفا ، العمل انجز بتقنية الحفر على الخشب .
ما هي الأداة التي استخدمتها كثيراً خلال هذا الوقت؟ يرجى مشاركة الصورة ووصفها
بالنسبة لاستعمالات المواد المختلفة في فترة كورونا فقد تراوحت بالتقنيات المختلفة بينها مراجعة لمواد كنت تناولتها في مراحل مختلفة منها رقاءق النحاس وأكياس الخيش القديمة وكذلك عودة لمادة الزيت والرسم على القماش ومنها ألوان الاكرليك والحبر والغرافيكا وهي جميعا معاد صياغتها منذ بداية الأزمة في شهر شباط والى الان.
مع خالص المودة
عبد عابدي
