
في اطار اعمال مخيم العمل التطوعي الثاني لنصرة بلدية الناصرة ، الذي أقيم فى الفترة بين ١٠ و ١٤ الجاري ، برزت ظاهرة فنية جديدة في مجتمعنا العربي في البلاد . فلأول مرة في تاريخ الناصرة ازدانت جدرانها بلوحات جدارية صنعت بريشة عدد من فنانينا الاكفاء ، وعكست بصورة جمالية وألوان شرقية أصيلة القضايا التي تشغل مجتمعنا ، وابرزت بعض الصور الفولكلورية ، وصورت بعض الادوات الفولكلورية المستعملة في بيوتنا كالجرة والمنقل وغيرهما .
وفي الواقع أن مثل هذا العمل الفني الراقي يحتاج منا الى وقفة طويلة ومعالجة واسعة كأقل ما يمكن فعله تقديرا للفكرة وتأييدا لاستمرارها وهذا ما سنفعله في معالجة أخرى.
واما الذي لا يقبل التأجيل فهو اعطاء مخيم العمل التطوعي حقه من التقدير .
فقد نبعت فكرة الرسوم الجدارية من فكرة التحضير للمخيم كان لا بد أن يشترك فنانونا في هذا المخيم • فلما كانوا يملكون الطاقات
وادوات التعبير ، ولما كانت عناصر الجبهة الدمقراطية التي تقود بلدية الناصرة ) منظمة المخيم ) مؤمنة بأهمية الفنون في المعارك النضالية
وبضرورة اضفاء طابع تراثنا وفولكورنا على حياتنا اليومية ، اكتملت الفكرة
واجتمع فنانونا من مختلف انحاء البلاد فأعدوا برامج منظمة لتنفيذ ثمانية . مشاريع فنية وقد تم رسم لوحة جدارية مناسبة على سور الملعب البلدي والمدرسة الثانوية بطول ۱۱۰ امتار و ارتفاع ٢،٥ مترا. ولوحة أخرى على سور حسبة البلدية بطول ٤٠ مترا وارتفاع أمتار . وكذلك رسمت لوحة على سور صغير في بداية شارع بولس السادس وأخرى على سور الكازانوفا وأخرى على سور في حي اللاتين ( الجانب الغربي من السوق ) وكذلك
رسمت عدة اشكال مناسبة على جدران مختلفة في السوق المركزي في المدينة ولوحة جدارية أخرى أمام مبنى البلدية
كما وتم اقامة تمثال بالالومنيوم امام مبنى البلدية
وشارك في تنفيذ هذه الاعمال عدد من الفنانين المحترفين والهواة بينهم : عبد عابدي وداوود حايك وديانا شلوفة وغادة شلوفة وبشارة مطر ونجيب كرام وعطاف جبران و کمیل ضو وكمال ملحم وسليمان سکس وجميل عمرية وغيرهم .
هذا ولم يقتصر العمل الفني في المخيم على رسم اللوحات الجدارية الرائعة ، فقد تحول المخيم ، في كل ليلة من الليالي الاربع ، الى مهرجان
ثقافي وفني حافل حضره الألوف من : المشاركين في المخيم واهالي الناصرة والضيوف. وفى نهاية الامسيات كان يختم البرنامج بحفلة راقصة تستمر
الى ساعة متأخرة من الليل وادار أمسيات المخيم الاستاذ الشاعر فوزي عبد الله الذي ألقى قصيدة ايضا والسيدة ناديا توما وشارك فيه الشاعر لمعروف سالم جبران والمطربون سمير الحافظ طنوس ونصري القط ودياب مطلق و میاده لوباني وليلى مكعبل ويوسف مطر وناصر نداف واديب الاطرش وفاتنة ناصر ، بالاغاني الشرقية ، والمغني رمزي خميس ، بالاغاني الغربية
بقيادة الرفيق وليد كركبي ، ودبكة بقيادة سليمان عبيد . وقدمت فرقة الشبيبة الشيوعية في الناصرة نشيدين بقيادة الرفيق باسم جبران والاستاذ مشیل دیر مالکونیان ، وتضمنت الامسيات الفنية ايضا مشاهد من العاب الخفة شارك فيها الرياضيون الشباب : بشارة نداف وراجي سروجي ونسيم شاما من مركز الاحداث الارثوذكسي وفرقة أخرى من . منظمة أبناء الكانين في الناصرة هذا وحل ضيفا على المخيم ،
الممثل الاسرائيلي المعروف اهرون الموغ ) احد عناصر برنامج ( نيكوي روش ) المشهور الذي أوقفه التلفزيون الاسرائيلي ) الذي قدم فقرتين
تمثيليتين ساخرتين سخر في احداهما من جبروت اسرائيل وفي الأخرى من محاولات رفع معنويات الجيش الاسرائيلي في اعقاب زلزال اکتوبر
۱۹۷۳
وباختصار ، كان للفن دور اساسي في انجاح مخيم العمل التطوعي واضفاء روح الحماس والفرحة الجماعية عليه . ويستحق الشباب الذين اعدوا برامج العمل الفني وشاركوا فيها تقديرا عاليا على جهودهم ، خصوصا المخرج صبحي داموني ، رئيس اللجنة الفنية للمخيم ، الذي كان مثل
الجندي المجهول ، يعمل ولا يظهر !
( أبو شهاب )
