
فتحي فوراني
عبد عابدي هذا الفتى الأسمر يحتل حيزًا بارزًا على خشبة المشهد التشكيلي..ويتجلّى أمامنا فنانًا ملتزمًا..ملتصقًا بالأرض والإنسان والقضية..يحترف القلق الوجودي..ويقف مع مجموعة من زملائه في خط الدفاع الأول على الجبهة التشكيلية!
**
هنا دْرِزْدِن..هنا كان عبد عابدي!
قبل سنوات.. كنت في مدينة دْرِزْدِن الألمانية ..وهي جوهرة فنية حضارية ثمينة في التاج الألماني.
وزرت قصر الثقافة..فوقفت أمام جداريّة فنية كبيرة تزيّن القصر وتشعّ جمالًا وبهاء وهيبة فنية مميّزة. وتصوّرالجداريّة مسيرة الشعب الألماني منذ أيام الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر حتى ميلاد ألمانيا الديمقراطية. وقد شارك في إبداع هذه الجداريّة مجموعة من الفنانين الذين خرجوا من معطف كلية الفنون في دْرِزْدِن..وحازت هذه الجداريّة على وسام الدولة الألمانية!
ومن بين أسماء الفنانين الذين أبدعوا هذه الجداريّة..شدّ انتباهي بصمات حيفاوية كرملية أعرفها..وبيني وبينها عيش وملح!
فاستيقظت في قلبي ذكريات تغطّ في سبات عميق!
واختلط عليّ الأمر برهة..ثم “وجدتها”!
وتمثّلتُ عنترة واقفًا على أطلال ابنة عمّه عبلة..”فعرفت الدار بعد توهّم”..
وبشكل لا إرادي ..أفلتّ من فمي عبارة فيها الكثير من الفرح الطفولي:
هنا كان عبد عابدي!
**
(من كلمة ألقيت في حفل تكريم الفنانين التشكيليين الذي دعت إليه جمعية “عربل” للفنون المرئية ورئيسها الفنان عبد عابدي. أقيم الحفل في مسرح الميدان في حيفا بتاريخ 20-6-2006 وشارك فيه عدد كبير من الفنانين التشكيليين من جميع أنحاء البلاد. وكانت في الاحتفال كلمات للإخوة والأساتذة عبد عابدي. نايف خوري. فتحي فوراني)
(من كتاب “أقمار خضراء”)
**
في الصورة : عبد عابدي وفتحي فوراني في حملة الدفاع عن المقدسات بتاريخ 28-5-