18.2.2022 –
بيت الكرمة
عريف الامسية الاستاذ نايف خوري
نحتفي بقامة فنية عريقة حيفاوية الأصول نسناسية المولد أبا عن جد، ويتنفس هواء هذا الوادي منذ ثمانين عاما، جذوره ضاربة في التراث والوطن ومشبع بعصارة الفن والإبداع منذ ستين عاما. نحيي بأسمى آيات التبريك الفنان الكبير عبد عابدي.
نلتقي هنا أصدقاء ومحبون وفي المقدمة زوجة الفنان عبد جوديت وأبناؤهما أمير وجونيل وأتيلا والأحفاد، لنستذكر معا بداية انبثاق البراعم الغضة وضربات الفرشاة والخطوط بقلم الرصاص، في أول معرض فني له أقيم في تل أبيب في نادي الإخوة ضمن ندوة نظمها الأديب شمعون بلاص، وأقيمت على شرف المعرض بمشاركة كل من الأدباء: حنا أبو حنا، إدمون شحادة وأديب قات، هل تعرفون من هو أديب قات؟ إنه الكاتب سامي ميخائيل.
بدأ عبد الرسم في سنّه السابعة عشر، وانضم إلى نقابة الفنانين في حيفا والشمال، ليصبح أول عربي ينضم إلى هذه النقابة. ولكنه لم يتوقف هنا، بل انطلق إلى العالم الواسع ليحط به الترحال في ألمانيا الديمقراطية، في دريزدن تحديدا. شارك هناك بعدد من الدورات الفني حتى استطاع الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة في دريزدن، فأحرز اللقب الأول، ثم تابع دراسته في لايبتسغ لينال اللقب الثاني ومحرزا شهادة الماجستير، في موضوع الجداريات والغرافيكا، ثم تابع الدراسة التحضيرية لسنة واحدة للقب الثالث، الدكتوراه ولم يتم له ذلك. بل عاد إلى مسقط رأسه في نهاية عام 1971 ناجحا، ومتفوقا بعد أن أنجز مع مجموعة منتخبة من الطلاب جدارية في طريق الرايا في قصر الفنون والثقافة في وسط دريزدن، ولا يزال هذا العمل قائما هناك إلى اليوم، ونال جائزة الدولة في ألمانية الديمقراطية
يسرني أن أدعو إلى الميكرفون الدكتور ماجد خمرة الصديق وقريب الفنان عبد. تفضل
عريف الامسية الاستاذ نايف خوري
بعد عودته من ألمانيا الديمقراطية بدأ العمل في الصحافة، كمصمم غرافيكي في صحيفة الاتحاد ومجلتي الغد والجديد، وتحرر الزوايا الفنية.
عام 1977 أقام النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض في سخنين بالتعاون مع زميله الفنان المعروف الراحل غرشون كنيسبل. ثم كثّف نشاطه ضمن نقابة الفنانين في فعاليات النقابة لسنوات عديدة، حيث تمكن من ضم عدد من الفنانين العرب إلى النقابة مثل إيليا بعيني، محمد فضل. وحاز على جائزة هيرمان شتروك مرتين عام 1973 وعام 1998.
أدعو كرمل الخمرة لتقديم مقطع مسرحي خاص بالأمسية.
أقام الفنان المحتفى به عبد عابدي أول دورة لتعليم الفنون في كفر ياسيف سنة 1975، واستمرت كدورة متواصلة حتى عام 2000 وبادر لتأسيس جمعية إبداع للفنانين التشكيليين العرب عام 1994 مع عدد من طلابه ومع آخرين من بينهم الراحل موفق خوري وأنا شخصيا كان لي الشرف أن أكون من المؤسسين. ثم توالت الدورات الفنية التي أقيمت في كل من دالية الكرمل، المكر وشفاعمرو. وأصبحت هذه الدورات كمبادرات وورشات عمل لإعداد كوادر فنانين وتشجيع أعداد منهم للالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة بتسالئيل في القدس، ومنهم إبراهيم نوباني، خليل ريان، ساهر ميعاري، إيليا بعيني، جمال حسن وجمانة عبود التي تابعت دراستها في كندا، وأقيم لها أول معرض في شفاعمرو. وأصبح يدرس الفنون اليوم ما بين 250 – 300 طالب وطالبة
.
في عام 1995 بدأ بتدريس الفنون الجميلة في كلية إعداد المعلمين العرب في حيفا حتى عام 2000، وحصل خلالها على جائزة وزارة الثقافة.
كان للفنان المكرم دور هام في التواصل الإبداعي الفلسطيني منذ العام 1976، وعمل مع مجموعة من الفنانين الفلسطينيين مثل سليمان منصور ونبيل العناني وتيسير بركات وكريم ذباح. وفي 2013 حاز على جائزة فلسطين للإبداع من الرئيس محمود عباس. وعلى الصعيد المحلي حصل في العام 2010 على لقب عزيز حيفا من بلدية حيفا.
يسعدني أن أدعو الدكتور سهيل أسعد لإلقاء كلمته فليتفضل.
عريف الامسية الاستاذ نايف خوري
تقاعد الفنان عبد عابدي عام 2009 لكنه لم يقعد ولم يستسلم لسنّه المتقدم، ولا يزال يستقبل الطلاب والفنانين في مرسمه الخاص الذي عمل فيه منذ 1985 ويقيم دورات فنية للرسم والكراميكا.
الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد دحبور والمعروف بحبه لحيفا مسقط رأسه، وعاد إليها زائرا، وضع قصيدة خاصة تكريما لفنان حيفا عبد عابدي.
بادر الفنان عبد عابدي مع ابنه الدكتور أمير إلى لقاءات مع فنانين فلسطينيين ضمن مشروع ثقافي أطلقا عليه لقاء شقّي البرتقالة بمشاركة المبدعين نبيل العناني وتيسير بركات وسليمان منصور وأسد عزي وسمير سلامة وإبراهيم هزيمة. جرت اللقاءات في هنغاريا في بيت العائلة في القرية الودعة تشوكاكو.
ويسرني أن أدعو الدكتور بلال بدارنة لتقديم فقرة موسيقية.
عريف الامسية الاستاذ نايف خوري
في عام 2021 بادر الدكتور كوبي بن مئير، كانز متحف حيفا إلى احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس متحف حيفا، وتكريم الفنان عبد عابدي بحضور عدد من الفنانين العرب واليهود، وكان التكريم بمثابة اقتناء متحف حيفا للوحة النكبة الفلسطينية التي رسمها عبد. فاقتنى الحاضرون هذه اللوحة بمبلغ من المال وقدموها تبرعًا منهم للمتحف، وأصبحت لوحة النكبة من مقتنيات ومحفوظات المتحف، وجرى كل ذلك بفضل جهود البروفيسور إلياس طوبي وأوسنات رابي وأهرون شبتاي.
(الختام)
الإخوة والأخوات، نقول للمحتفى به شيخ وكبير ومعلم فناني حيفا وخارج حيفا العرب الفنان عبد عابدي، نتمنى أن يمدّك الله بالصحة والعافية، ويكلل أعمالك بالتوفيق والنجاح، ويبقيك موضع افتخار ومصدر اعتزاز. أدامك المولى ذخرًا وزادك عطاءً، فأنت صاحب الخدمات الجُلّى التي أسديتها لأبناء شعبنا.
أدعكم مع مسك الختام المحتفى به الفنان الكبير عبد عابدي، تفضل…
