غرشون كنيسبل
سألوني مرة تلو مرة، لماذا صنعنا نصب “يوم الأرض”؟ في سالف الزمن كدسوا كومة من الحجارة من أجل إبقاء الأثر ولطرد الأرواح الشريرة. وفي الحقيقة فإنّ الأرواح الشّريرة وحدها التي تجبر الفلاحين على ترك أرضهم، والأرواح الشريرة هي التي تحول بين الفلاح وبين عمله الهادئ في أرضه. أوليستِ الأرواح الشّرّيرة هي التي سفكت دم الأبرياء، الذين لم يكن لهم ذنب سوى الاحتجاج على سلب أراضيهم؟ وإليكم الجواب: لقد أقمت مع صديقي وزميلي عبد عابدي تلك “الكومة من المكعّبات”، للغاية نفسها: لطرد الأرواح الشريرة ولإبقاء الأثر، أثر الأعمال الشريرة، السلب والنهب، ولكن، أيضًا، أثر العمل الخلاق المشترك الذي سيصبح ذات يومٍ شهادة تلتقي عندها الأجيال القادمة، التي سيصعب عليها التّصديق بأنّ ما حدث قد حدث فعلاً… وإذا شئتم، فلنقلْ إنّ عملنا المشترك ينزع لخلق الضمانة بأنّ ما حدث لن يتكرّر