
* الأميرة وجدان علي: اول معرض جماعي يقام في العالم العربي، والأردن على الدوام بوابتهم العالمية *
لا يزال المعرض الجماعي لسبعة فنانين من رواد الحركة التشكيلية الفلسطينية في اسرائيل مستمرا في قاعات المتحف الوطني الرحبة في العاصمة الأردنية عمان، ولا زالت اصداء المعرض تتردد في وسائل الاعلام الأردنية بعد أن افتتح في بداية الشهر من قبل الملكة رانيا العبد الله، والأميرة وجدان علي، راعية المعرض، التي قامت مع مدير المتحف رسمي حمزة، وطاقم العاملين فيه باخراجه على نحو متقن ومثير. اما المشاركون فهم جمانة عبدو وعبد عابدي وابراهيم نوباني واحمد کنعان ورنا بشارة واسامة سعيد وحسن خاطر من مجدل شمس (الجولان). وقد عقبت الأميرة وجدان علي، على هذا الانجاز والحدث المميز بقولها: «يعتبر معرض البوابة»، معلما مهما في برنامج معارض المتحف الوطني للفنون الجميلة، فهو أول معرض جماعي يقام في العالم العربي لسبعة فنانين فلسطينيين يعيشون في اسرائيل وتغطي أعمالهم أفقا واسعا من الانماط والمواد الفنية نرى في بعضها التقنية والاسلوب التقليدي اللذين توصل من خلالهما الفنان للتعبير عن مشاعره واماله وما لا يمكن البوح به في كلمات). كما ونرى فنانين آخرین استخدموا المواد غير المألوفة لتكون هي عينها الرسالة التي يودون الإفصاح بها فكانت المحصلة النهائية تجارب مبتكرة ورغبة قوية في التواصل مع الفنانين والنقاد والمشاهدين العرب). ويضم المعرض ما يزيد عن (۸۰) لوحة وعملا ترکیبیا و تشکیلات جمالية معاصرة. ويستمر المعرض لغاية 30 تموز الجاري. وفي كلمته قال الفنان المخضرم عبد عابدي: شكلت البوابة، بالاضافة الى وظيفتها العملية «معبر للدخول والخروج. حالة بيانية وصفية ذات مدلولات لظواهر اجتماعية جمالية ذات معان « اتيكية »- اخلاقية هامة وتعني البوابة بالنسبة لمجموعة – العارضين، فنانون فلسطينيون مميزون من الجهة الأخرى للبوابة.. من غربها .. او من محيط «خطها الأخضر» لمن يحلو له تسميتها هنا “عندنا” او كما نسمي عرب الداخل لمن يحلو تسميتها هناك “عندكم” – مدخل هام وذات اثر حضاري وثقافي واخلاقي وقومي ايضا. لقد عانت الأقلية الفلسطينية من اغلاق تعفي لجميع البوابات في وجهها. بالاضافة الى الاسلاك الشائكة التي وضعت في وجه تقدمها الاجتماعي والثقافي ولتعميق العدمية القومية والحيلولة دون لقاء الأهل من الوطن العربي الكبير “هناك” . وعندما كانت بوابة “مندلباوم” حاجزا بين القدس الشرقية والغربية حتى عام 1967، شکلت حالة استثنائية في وظيفة “الدخول والخروج” .. اي منها واليها. واصبحت كما وصفها الكاتب الفلسطيني الخالد اميل حبيبي في “البداية” وعلى لسان الشرطي الواقف من غرب البوابة “من يخرج من هنا لا يعود ابدا”، و “كل من عليها يا سيدتي يستطيع الدخول والخروج عبر هذين البابين، الا اهل البلاد يا سيدتي المحترمة!”. واضاف عابدي عن المجموعة المشاركة قائلا: “تمثل اعمال هذه النخبة المميزة من الفنانين الفلسطينيين (بالاضافة الى اعمال الفنان المشارك حسن خاطر من هضبة الجولان السوري المحتل). حالة نادرة من حيث النوعية الإبداعية، وخاصة .. من حيث الموقع الجغرافي كما يحلو للبعض تسميته “داخل الداخل” من واجهة البوابة الغربية . هذا الموقع المميز يتجلى بوضعه الجغرافي اولا، وكونهم ينتمون الى اقلية قومية ذات سمات مميزة في بلاد الداخل، المشبع هو ايضا بحضارات اثنية منوعة ثانيا .. تدفعك هذه الخصائص حتما، الى الادراك الحسي والبصري للتفاعل مع عناء الصبار المحنط لاحقا في اعمال رنا بشارة (من ترشيحا ، اعالي الجليل الغربي) ، وتشدك اعمال البحث عن المستتر في شبابيك وكوات وادي الصليب (الحي العربي المهدم في حيفا) بكثافة حنين العتمة الى الديجور، والی مناجاة النازحين في الأعمال التي جسدها عبد عابدي (حيفا). وتعتبر الشخوص المتكررة في “موتیف” الجليل، ومكانة الفرد الفلسطيني في اعمال اسامة سعيد ( قرية نحف- – الجليل الأوسط)، حالة تستحوذ التعاطف والتضامن من قبل المتلقي لها، في ادراكه لهواجس واحاسيس الفنان والانتباب الدائم الذي يتكرر في أكثر من مشهد
ليتحول الى صرخة صامتة تصيب قرنية العين وخلجات القلب، كما أن في اعمال النحات احمد کنعان (مدينة طمرة – الجليل الأوسط) تتجلی نزعات الحنين الى دغدغة التاريخ ومسح غباره والتجول في ارجاء بابل وكنعان والفينيق، وثمة وضعا خاصا يطغى على حالة الحوار بين المرئي المتلقي و “بوزات” الشخوص المنحوتة خشبا او معدنا .. انها “متصبرة” كنبتة الصبار ذات کبریاء واصالة النسب والانتماء .. ايضا كذلك .. يشكل الموقع الذي تتفاعل فيه شخوص المنحوتات من حجر “البازلت” البركاني في ارجاء طبريا وسائر الجولان في اعمال الفنان السوري حسن خاطر. الى حد بعيد، لوحدة الحال والانتماء لجموع الأمل في الوطن الكبير … وان تشريحة من هذا “الموتيف” الفلسطيني المميز تلقاه في اعمال جمانة عبدو (شفاعمرو – الجليل الأوسط). والتي اختارت المرأة موضوعا اعادت تشریحه
وصياغته وبلورته برؤيا خارجة عن نطاق الرومانسية الزائفة، وهو بالتالي موقف مرکب استمدت استحقاق تبنيه من مجتمعات متعددة المواقف والاراء. ان ثمة ملامح مشتركة تجمع العديد من المبدعين في هذه البقعة من العالم غير ان الاقاليم المميزة لروح وتيار هذه المجموعة العارضة، هو ف انها رافد من الحركة الابداعية في العالم العربي الذي وللاسف! استثناه وابعده الى ما وراء البوابات الموصدة .. انها مبادرة مباركة في جمع اطراف الشتات الجغرافي لفلسطيني هنا في عمان، وقد فعل خيرا المتحف
الوطني الأردني، استضافته هذه المجموعة وتقديم اعمالها عبر بوابته العامرة انطلاقا من مسؤولية القيمين كما يمكن اعتبارها اللبنة الأولى في فتح حوار للرؤية .. ولتعريف الانسان العربي الاردني .. ان ثمة مبدعين من ابناء ذریته بقوا “هنا” وانهم ليسوا محض رقم فقط في “الاجندة” .. لكنهم صارعوا وتفاعلوا وحافظوا وابدعوا وقبضوا بصمت على مفاتیح بيوتهم .. وها هم بینکم الان الى جانب مبدعين اخرين امثال محمود درويش وسميح القاسم واميل حبيبي وغسان كنفاني واسماعيل شموط وناجي العلي ومحمود طه وجبرا ابراهيم جبرا وغيرهم كثيرون





