يشمل المعرض مجمل أعمال عبد عابدي خلال ما يزيد عن 50 سنة من الإبداع
إنّ مساهمة عبد عابدي في خلق ثقافة بصرية للأقلية الفلسطينية في إسرائيل، هي مساهمة غير مسبوقة. درس عبد عابدي في درزدن عام 1964، ومع عودته إلى حيفا عام 1971 عُيّن المصمّم والرسّام الرئيسيّ في جريدة “الاتحاد” ومجلّة “الجديد” الأدبية. كانت “الاتحاد” و “الجديد” المنبرين المركزيين للمجتمع والثقافة الفلسطينيين في تلك الأيّام. في هذا الإطار أنتج عابدي مئات الرسومات والمطبوعات – صور لاجئين، شتات ووطن – وهي ترافق بمعظمها الأعمال الأدبية لإميل حبيبي، سلمان ناطور، سميح القاسم وغيرهم. هذه الصور صمّمت الذاكرة البصريّة العربية بخصوص أحداث تاريخية كالنكبة، مخيّمات اللاجئين، القرى المدمّرة وأحداث يوم الأرض. هذا هو مصدر تأثيره الهام على الذاكرة الجماعية للأقليّة الفلسطينية في إسرائيل.
يشمل المعرض رسومات، مطبوعات حجرية ولوتوغرافيات نُشرت على مدار 50 عامًا، ابتداءً من الستينيّات وحتى اليوم. كذلك، يشتمل المعرض على عدد كبير من الرسومات الزيتية والمواد المختلطة من الثمانينيات والتسعينيات وحتى اليوم. كل هذه تشكّل معًا مجمل إبداعات الفنّان.
عام 1978 أنتج عابدي وأقام مع غرشون كنيسبل النصب التذكاري لذكرى يوم الأرض في سخنين، ثمّ أنتج لاحقًا نصبًا تذكارية في شفاعمرو، كفر كنا وكفر مندا. تُعرض في المعرض الرسومات التمهيدية للنصب التذكاري ونموذجه، وكذلك ملصقات صمّمها عابدي خلال سنوات إحياء ذكرى يوم الأرض ومجزرة كفر قاسم وملصقات انتخابيّة للحزب الشيوعي في إسرائيل.
مرفق بالمعرض كتالوج واسع جدًا (بالعربية، العبرية والإنجليزية)، يلخّص أعماله، ويتيح لمئات من أنصار الفنّ التعرّف على مجمل أعمال أحد أهمّ الفنّانين العاملين في إطار الثقافة العربية في إسرائيل.