بقلم عبد عابدي
» لا بد من أن يقترب الفن من الشعب وان يقترب الشعب من الفن «
» لينين «
على الصحافة الشيوعية واجب هام وعظيم في توسيع سجل المعرفة وتقريب الفئات الواسعة إلى المضامين الكفاحية الخلاقة للفنون الجميلة ، وابراز أهمية هذا العمل كسلاح ثقافى تستطيع الجماهير الواسعة استعماله في طرد الجهل والظلام
بمناسبة مرور ٣٥ عاما على صدور صحيفة ( الاتحاد ) الام و ٢٥ عاما على صدور مجلة الشباب الفتية « الغد » ومرور ٣٠ عاما تقريبا على صدور « الجديد ، ارى من الضرورة معالجة احد الابواب التي لاسباب موضوعية معينة لم تعالج حتى الان . أن حزبنا يكن تقديرا كبيرا لتلك البراعم
الخضراء التي بدأت تنمو بين الصخور قاهرة كل الظروف الصعبة حتى اصبحت تعطی ثمارا *
الفن والصحافة
لو استعرضنا عمر الصحافة لوجدناها جديدة المعهد ، آن قسناها بتاريخ الفنون الإبداعية عامة والفنون الجميلة بوجه خاص . أن تطور عمل الصحافة في القرن الثامن عشر أصبح اداة مهمة في ” المواصلات الاجتماعية ، الا انه ، وبرغم ذلك ، بقى مقصورا على أفراد وعلى فئات اجتماعية جعلت من الصحافة وسياسة لدعم نظام هذه الفلات الفكري والاجتماعي ، ودعوة للتحريض على الفئات الشعبية المتضررة والمكبوتة اجتماعيا حتى تبقى على أوضاعها. البائسة ، وحتى لا تتيح لها الوسيلة من اجل النهوض الاجتماعي .
بيد أن الفنون الجميلة ، وبرغم احتواء السلطة لها في مراحل عديدة من التاريخ ، فان الفن بقى مرتيا وملموسا وقابلا أن يكون وسيلة مشتركة ، باستثناء مراحل انحصر فيها الابداع الفنى على نطاق ضيق مستغلا من قبل الطبقات الحاكمة والمسيطرة ..
غير أن الانفتاح العلمي التكنيكي في اوروبا أو ما يسمى بالثورة الصناعية قد حمل في طياته أسسا جديدة للعلاقات الاجتماعية ، ومنها الامكانيات التي كانت غير متوفرة في الماضي كسبل الاتصال الواسع بواسطة النشر أو ما يسمى صناعة الكلمة ) .
وهذه الصناعة كما اشرنا لها في البداية اقتصرت على الذين أجادوا اللغة وعلى أرباب الصناعة والتجار ورجال الدولة ، وهذا بالطبع لم يقل من قيمة هذه المنورة المكتابية في أن تدخل معترك الحياة وأن تجعل الصحافة منبرا للفكر المتحرر والمجموعات كبيرة من المفكرين والكتاب
والرسامين الذين مثلوا تيارات اليبرالية في الفكر البرجوازي والذين اخذوا ينادون بالعدالة الاجتماعية ، وبدافعون عن المهبات العمالية والفلاحية التي اجتاحت اكثر البلدان الأوروبية من أجل التحرر الاجتماعي والقومي وقد تمثل هذا الفكر التحرري الديمقراطي باعمال لفكتور هوقو ، في قصة ( البوساء ، وليو تولستوي في الحرب والسلام » واعمال بتهوفن في السيمفونية التاسعة » التي تجلت فيها روح المقاومة للغزو النابليوني لمدينة فيينا ، وأعمال الرسام الروسي ريبين » ولوحات الرسام الفرنسي غوستاف كوربيه الذي كان أحد اعضاء كومونة باريس ومات شريدا بعد انتكاسة هذه الهبة الثورية ، وكذلك اعمال الموسيقار الالماني ريتشارد فاغتر وأعمال غوتيه وشيللر ، وأعمال بلزاك وأميل زولا وأعمال الرسام الفرنسي دومبيه في الصحافة الباريسية.
اونريه دومييه الرسام الدمقراطي وصحافة باريس قبل مائة عام .
يعد الرسام أونريه دومييه ، وبحق، من الأوائل الذين مارسوا عملهم الفني في نطاق الصحافة . فكما شاركت
