
بعد اضمحلال الدولة الرومانية وسقوطها ، نشأت في اوروبا علاقات اجتماعية جديدة ، تمخض عنها النظام الاقطاعي ، الذي يتجسم فيه نوعان من لطبقات – طبقة الاقطاعيين ملاكي الارض وطبقة الفلاحين .وكان من سمات ذلك العصر هو الانفتاح الفكري والتطور الاقتصادي وتحديد علاقات اجتماعية كان للكنيسة دور هام و مقرر فيها .واذا كان الحديث في مجالنا هذا يدور عن المرأة في الفن ،فلا بد من وضع تلك الصورة في كل حديث عن الزمان والمكان اللذين يتقرر فيهما دور الفن والفكر الجمالي في أعطاء ( الانطباع »و « الوصف » في كل مرحلة من مراحله الفنية .الجمال النسائي في مراحل الفن القومي من مميزات حركة الانبعاث الفني في المرحلة القوطية الفكر الديني ، ومشاركته الفعالة في تقرير دور الفن وتوجيهه وفقا. المتطلباته في التعامل الاجتماعي والاقتصادي . وبنشوء تلك العلاقة برزت الفنون التشكيلية والمعمارية كعامل هام في العقيدة الفكرية ، التي كانت محصورة في ايدى الاقطاعيين ورجال الكنيسة ومن هنا نشأ التصوير الانساني الذي تبلور وتطور مع تلك المرحلة وتطورها وانتقالها الى وضع آخر .والمميز لدور المرأة في معظم تلك المراحل هو أن المرأة في الصور هي الرسول الالهي القديسة – والملكة المجاهدة . وهاتان الصورتان
هما « الدوغماتيه » – الجمود العقائدي – في رؤية المرأة عنصرا كماليا وعلويا وكتب فريدريك موبيدوس
الناقد الفني في مجلة «الفنون الالمانية ) الصادرة في ألمانيا الدمقراطية عن البناء المعماري في الفترة القوطية ، فقال ان النزاع بين البناء
العلوي والدنيوي – السماوي هو في الواقع والارضي النضال بين الفكرة الواقعية »في البناء الاجتماعي لوبين التوجه الآخر في رؤية واقع
الانسان للدلالة على الهوة السحيقة بين الواقع الارضي والواقع السماوي حيث الخلاص الابدي في الجنة ذات النعيم والسعادة
ليس البناء السامق
المرتفع الى العلاء ، والتأكيد الهيكلي في هندسة الابنية
وكتب فريدريك موبيدوس الناقد الفني في مجلة «الفنون الالمانية ) الصادرة في ألمانيا الدمقراطية عن البناء المعماري في الفترة القوطية ،
فقال ان النزاع بين البناء العلوي والدنيوي – السماوي هو في الواقع والارضي النضال بين الفكرة الواقعية في البناء الاجتماعي لوبين
التوجه الآخر في رؤية واقع الانسان للدلالة على الهوة السحيقة بين الواقع الارضي والواقع السماوي حيث الخلاص الابدي في الجنة ذات
النعيم والسعادة .وليس البناء السامق المرتفع الى العلاء ، والتأكيد الهيكلي في هندسة الابنية لكنسية في القرون الوسطى ،
تعبيرا هندسيا عن متطلبات الزخرفة والتناغم في التشكيل بين تلك الابعاد فحسب ، بل جاء الفكر الجمالي متمما تلك العقائد في رؤية الابعاد والنظرة الميستيكية »الغيبية وهي أن الانسان يبقى ضعيفا في المجابهة الدائمة والمستمرة وما هو وسائر الكائنات سوى مسيرين بالمشيئة الربانية .
غير أن سيمرنوف الباحث السوفييتي في تاريخ الفن في كتابه « فصول الاستيتك )الجمالية – يقول : في الفكر الجمالي تياران هما الواقعي و « النومينالي »الاسمي وقد ميزا الحركة الفكرية . اذ اتخذ الواقعيون التعاليم المثالية بشكل موضوعي ، على عكس الاسميين . وقد برز الشعر الشعبي والثقافة التي تطورت في المدن ، في بلورة التيار الواقعي في الفن القوطي ويرجع ذلك الى « دانتي » – صاحب الكوميديا الالهية والرسام الايطالي ، جيوتو اللذين عكسا أفكار ذلك العصر الجمالية » ومجمل القول يتركز محور التفكير الجمالي في الرؤية العلوية في ( الرمز الضوئي »
والاشعاع الكوني في اللون اللامع . وفي هذا الوصف ما يؤكد ذلك في العلاقات الجدلية بين المادة والمثل العليا في افكار ذلك العصر .
أي شيء أجمل من النور الذي ينبعث ، مع انه لا ألوان فيه ؟! وهو في الوقت نفسه يبعث في ألوان الاشياء الضوء كي تضيء )
وليس في الطبيعة من منظر أجمل من منظر السماء في صفائها ولمعانها كاللؤلؤة دائما »
الشمس ، تظهر كالذهب والقمر يشع في لمعان الجوهرة والنجمة ترسل أشعتها النارية ، والنجمة الاخرى ضوءها الزهري والوردي
والاخضر والابيض »
هوغو ( ١٠٩٦ – ١١٤١ )
