
من الأخبار التي تظهر بين حين وآخر في الصحف المحلية ، والأجنبية، عن سرقات المتاحف والمعارض الفنية، نلاحظ أن لوحات
الرسام الهولندي رامبرنت، هي أكثر اللوحات المعرضة للسرقة والتي تأخذ أحيانًا طابع (العمليات) البوليسية التي تشنها عصابات
المافيا» على متاحف عواصم الدول ومعارضها.
وقد تأخذ هذه العمليات، بالإضافة إلى السرقات المنفردة، طابع السطو المنظم لصالح دول تكون هذه العمليات البوليسية ( بالنسبة لها
ذات مصلحة قومية من الدرجة الأولى.
وليست الكنوز المصرية والمسلات التي سرقت من الأرض المصرية المثل الوحيد، إذ أن أكثر الشعوب التي عانت السيطرة الاستعمارية لا تزال
تُعاني النقص الحضاري (الذي سرق في صناديق مريحة، وأخذ إلى مكان مريح ولائق إلى جانب حضارات شعوب راقية) في لندن، وباريس،
ونيويورك )
اما رامبرنت هذا الرسام الذي عاني القهر وصور الفقراء في صورة
الأنبياء، فإن لوحاته أكثر عرضة للسطو الفردي والجماعي من غيرها. ولو كان رامبرنت هذا الذي كرس حياته من أجل أن يكون الفن صادقًا
وذا رسالة – حياً يرزق – لكان يقول في نفسه: لقد كنت صادقًا ومصيبًا، هذا العالم الذي وقف مني موقف المهاجم ورفض أسلوب
عملي طيلة مئتي عام، يتحول إلى رعية ويجعلني نبيهم. رامبرت كان نبي زمانه» هكذا قيل عنه بعد مئتي سنة من وفاته. لكنه في نظر نقاد
زمانه فقد كان (الصبي القدر المنتمي إلى الجماعات المنحطة) وبقي هذا الانطباع ساريًا إلى أن جاءت
رام برنت كما رسم نفسه الهبة العمالية وحطمت مفاهيم الفن والجمال لنقاد الفن في العصور الغابرة ورامبرنت هذا الرسام الخالد
التي كانت فترة حياته مليئة بالتغيرات والحروب التي اشتعلت مع اسبانيا وفي نزاع استعماري عن من يملك العالم ) كان هو آنذاك يبحث
عن الضوء والظل لايجاد الحقيقة ، هذه الحقيقة التي ظهرت في لوحات مستمدة من الانجيل في صور رجل الشارع ))
ومن تلك اللوحات تصویر امرأته ساسكيا » التي احبها ، وظهرت في اكثر من صورة ذات مضمون حسي . وكذلك اللوحات المستمدة من التوراة
والانجيل في صور ( شمشون ودليلة )) و ( ملكة سبأ » و « صلب المسيح ) و (( عودة الولد الضال ) . ورسم رامبرنت الكثير من لوحات
البورتريت ) ( صور شخصية ) ومن لوحاته الشهيرة ( الحرس الليلي ) التي شوهها أحد المهاويس قبل سنة .
و رسم رامبرنت الكثير من المواضيع ، المحفورة على الزنك عالج فيها حياة الفقراء في تأكيده على الضوء والظل وفي البحث عن الحقيقة 1
هذه الحقيقة التي غابت قرونا – بـوعادت من جديد – رامبرنت الفنان وكان نبي زمانه
source
عبد عابدي
