
بيكاسو زوري ، وهذا هو اسمه الحقيقي فنان من عكا ،شاب في الخامسة عشرة ، لا يزال تلميذا في الصف السابع الابتدائي ، احب الرسم وتعشقه ، وراح يخط بقلمه صورا ، وهو ما زال في الثامنة من عمره وفي معرض عكا ، عرض بيكاسو زوري لوحات من انتاجه بيع بعضها باسعار عالية
لا تعبر لوحات بيكاسو زوري عن موضوع معين ، وكل لوحة تضم في اطارها عددا من المواضيع ومن الغريب ، أن عين الناظر لا بد أن تقع على لمحة عنا أو هناك في لوحات بيكاسو الاسباني الأكبر ، رغم أن بيكاسو العكاوي يقول انه لم يسمع عن بيكاسو ، الا منذ سنتين
بيكاسو زوري ، يرى مخطنا او مصيبا ، أن بقاءه في المدرسة لن يطور ملكاته الفنية ، ولذلك فهو يعتزم على ترك المدرسة ، ليلتحق باخرى للفنون في عين حوض ، وربما يسافر إلى ايطاليا .وقريبا سيشترك في احد المعارض بتل أبيب.
والى الامام في ردهة أخرى، تتعرف على فنان آخر هو وليد أبو شقرة من أم الفحم
الفنان وليد موظف ، ولكن الوظيفة لم تحل بينه وبين ممارسة هوايته الحبيبة ، ولقد كرس اربع سنوات من حياته الدراسة الرسم في أحد المعاهد في البلاد
ملكته الأصيلة ، انعكست في عدد من لوحاته ، ومنها الرسوم الشرقية المسبوكة بالوان وقوالب عصرية ، مع المحافظة على أصالتها وشرقيتها
ولكن الذي يلفت النظر حقا، ويستدعي التامل فعلا .صورة ذلك العتال » الذي يحمل على ظهره سلة كبيرة مربوطة بالحبال ، والذي ترى على فيه ابتسامة ولكنك تقرأ في تقاطيع وجهه أشياء أخرى وقل مثل ذلك في صورة ، الشحاذ ، الذي يجلس على خرقة بالية على قارعة الطريق ، وامامه ما يشبه الصحن الفارغ وأخرى لخباز منهمك في عمله، ورابعة لطير مهيض الجناح لا يسعك حين تراه الا الشفقة عليه ، وقال لي الفنان وليد ،
انه وجد الطير المذكور ورجله مكسوره ، فاشفق عليه وجبرها له ، واحبه ، مرسمه أكثر لوحات الفنان المذكور ، تستدعي التامل وتعبر عن
حسن انسانيته تكاد تنطق بها صوره ، ولا غرو لقد شعرت بهذه الرقة والانسانية في كلمات الفنان عندما تحدثت اليه . وخرجت بالانطباع ، أن هناك ملكات فنيه أصيلة راسخة في فنانينا العرب، ولو وجدت من ينميها ويشجعها ، لتفتقت عبقريات هائلة
غير أن سياسة الاضطهاد والقهر والكبت قد لا تدع مجالا السفوح الفرص لهذه الملكات كي البرز ، وتنمو ، وتترعرع . وربما
بالضبط نتيجة لهذه السياسة العنصرية الغاشمة التفتق عبقريات ، وتنتج ملتات .
