قبل مدة وزعت جائزة ماكس نوردو على المنتجين من أصل هنغاري ، وهذه السنة نالت الرسامة فيولا بنديش تلك الجائزة تقديرا لما قدمته
من تطور في مجال الفنون التشكيلية . والرسامة بنديش لیست بالاسم الجديد على قراء الصفحة الادبية من جريدة الاتحاد ، فقد عرفناها عندما
اقامت معرضا للوحات الزيتية والباستيل في نادي الاخوة بحيفا قبل ثلاث سنوات وكذلك عرف الزميل نبيل عريضة القراء بانتاجها وأسلوبها . وعرفناها أيضا في المعرض الذي اقامته في بيت سوكولوف في تل ابیب قبل نصف سنة تقريبا ، وكان صداه مشجعا في نقد الصحف
المحلية لاعمالها
ولدت فيولا بنديش في هنغاريا ، و درست هناك في اكاديمية الفنون الجميلة على يد بعض الاساتذة المعروفين . وبعد الحرب العالمية
الثانية انتقلت إلى باريس حيث اتمت تعليمها الفني ومن فرنسا جاءت الى اسرائيل في سنة ١٩٤٨
اشتركت في الكثير من المعارض المحلية وكان لها ثلاثة معارض خاصة
عازفة التشيلو
تمتاز أعمال بنديش بالحركة الجزئية للتكوين التي يتولد منها والتوزيع اللوني الجميل وبتشابك الشكل العام والتي تعطي الإيضاح
النهائي للوحة ، وفيه ايضا تعطى الصورة الانطباع الذي تود الرسامة التعبير عنه بالريشة وادوات التعبير الاخرى . وكذلك النظرة العميقة الى ما
يحيط بعالم الرسامة ، وما تتحسسه .من أشياء ، تحاول بنديش العبير عنه بأدواتها الخاصة ، ومن اللوحات التي تمتاز بصدق ترجمة الواقع
للغة الخطوط والالوان لوحة الهروب » و « عازفة التشيلو و ((عائلة)) و (( اطفال يلعبون وغيرها . ان لوحة ( الهروب ) التي ولدت
فكرتها نتيجة عدوان 5 حزيران ، وما تبعه من مأساة أضافت تراجيدية جديدة للمشرد العربي وكأنسانة عاشت مأساة الحرب العالمية الثانية وما جلبته من ويلات هي تجربة انسان بوسعه أن يعيش مأساة الآخرين أن لم يكن بالعقل ففي القلب وعلى مساحات اللون في عالم اللوحة
انها تحب الانسان وتقدسه ، تحب الاطفال والموسيقى ، تتعشق شفافية الغروب ، وتعيش مع اشراقة الصباح .
فيولا بنديش لا تعبر عن أفكارها بالرسم بل بالعمل اليومي جنبا الى جنب مع اعضاء حزبها ، مؤمنة أن التغيير لا يحدث الا في الطريق
الى الشيوعية ، اذ ثمة امكانية أن نری عالمنا أجمل واسعد اذا قضينا على مسببات الالم والشقاء
