
موت باسوليني ، المخرج والكاتب الايطالي سلط الضوء على عنف المجتمع في ايطاليا * صحيفة ايطالية تقول عن باسوليني : « باسوليني ، هذا القديس الملامجرب ، عرف في أعماقه الى أين هو ذاهب ، وقد أراد أن يذهب الى هناك حيث لاقى الموت
نعت الصحف ووكالات الانباء قبل أكثر من شهر الشاعر والكاتب السينمائي المعروف بيير باولو باسوليني ٥٢ سنة ) في حادثة قتل بشعة ، .
ذهب ضحيتها فنان موهوب كرس كل جهده من اجل استئصال الآفات البشعة التي ولدها المجتمع الراسمالي في بلاده ايطاليا . وقد اغتيل المخرج .
باسوليني في ضاحية قريبة من روما شهدت موضوعا سينمائيا أراد المخرج ان يعالج فيه قضية العنف والشبيبة الجانحة ، وتحولت الى مكان أصبح 3
القتل فيه مشهدا حيا للموتر التراجيدي . وكان القاتل ، وهو شاب يدعى و غیوسیبی بیلوسی (۱۷) سنة ) وينتمى إلى العالم السفلى ، في تبريره و
الحادث الاجرامي الذي قام به قد بـادعى أن المخرج استفزه في طلبه رمضاجعته وان المخرج ينتمى الى جماعة تـ اللوطيين !!
وعلق المخرج ميخائيل أنجلو وانتونينو بقوله : « باسوليني كان في هـالواقع ضحية لمؤامرة نكراء اقترفتها مـشخصيات عالجها باسوليني في كتابه ،
واراد اخراجها في فيلم مصور ) .وعلق الكاتب الايطالي البيرتو مورافيا ، وهو صديق حميم مـ الباسوليني ، ان جريمة القتل هذه ،
ذكرته بالنقاش الدائم مع باسوليني حول العنف والجريمة في مجتمع الفساد ب والقهر في بلاده وكان مصرع المخرج مطابقا تماما المشهد العنف في لقطة من فيلم « اکنونی » . وكذلك المكان الذي شهد الجريمة وكان باسوليني ت قد أدرك ذلك و فیلم « اکنونی » الذي انتجه باسوليني في سنة ١٩٦١ كان عمله الأول . ويتناول موضوع الفيلم مسألة جنوح الشبيبة ، وحياة القساوة والفقر والبطالة المتفشية بين الكادحين في الضواحي البائسة من العاصمة روما . وكان باسوليني يتردد كثيرا على تلك الاحياء الفقيرة والمعدمة ويدرس كل لقطة ، مدركا ان تجاوب الفنان مع شخصيات الرواية
وأبطالها يتطلب أن يعيش معها وان يصقلها في قالب من أجل أن تؤدى رسالتها . وهذه التجارب الحياتية تركت أثرا واضحا على أعماله الكتابية ومنها قصتاه عن حياة الشبيبة وقضية الاجرام … رغازی دی مبنا ) ( أولاد الحياة ) و ( اونا ميتا فيولينتا » ( حياة من العنف ) .
وأحدثت هاتان القصتان اللتان كتبهما باسوليني ، ضجة في المجتمعات الادبية في ايطاليا ، وشنت حملة مسعورة اتهمه فيها البعض بالتكرار .
الادبي « مناريزم » وبانه خائن للمبادىء الاخلاقية في العمل الادبي » أما البيرتو مورافيا فقد قال عن باسوليني : « هذا المتطرف هو أحد
المجددين في الادب الايطالي » . وهذا الشعار عن المبادىء الاخلاقية » . ليس جديدا على النظم والمبادىء اللا اخلاقية في المجتمعات الاقطاعية ، .
والرأسمالية وفوق الرأسمالية ، فقد أخمدت في كل العصور والأزمان كل صوت علا من أجل الحق والانصاف وباسوليني هذا الثائر والمجدد في ما
به الادب الايطالي لم ينج أبدا من المخالفات القضائية والتشهير والملاحقات الاستفزازية . وصودرت افلامه عدة مرات بحجة التعرض للكنيسة بشكل سلبى » والخروج عن مبادىء الاخلاق ! افلامه بالاضافة الى فيلمه الأول (اکاتونی الذي أخرجه مع صديقيه فرانكو وسيرجيو سيتي أخرج باسوليني عدة أفلام هامة في سنة ١٩٧٠ اخرج سيرجيو سيتي فيلم « أوستينا » وهو اسم الضاحية القريبة من روما حيث لاقي باسوليني مصرعه. وهي قصة مستوحاة من أعمال باسوليني التي تتناول حياة شابين مع ابيهما القاتل . كما أخرج فيلما آخر من اعمال باسوليني الهامة ماما روما » مع الممثلة المشهورة انا مانيانا ) في دور العاهرة التي لم تفلح في صد ابنها عن ارتكاب الجريمة . وفي هذا الفيلم كان نجاح المخرج هائلا لم يعل عليه أي نجاح
في أفلامه الاخرى على حد قول نقاد السينما . وكذلك أفلامه تيوريما و « مزرعة الخنازير » وفيلم « ميديا » وكانت معالجة باسوليني للفيلمين
الاخيرين تبحث في مسألة الجمال ومعالجة ماركسية فيها شيء من الرمزية .. وفيلم ديكاميرون الامنجيليو الاول » و « ألف ليلة وليلة » أيضا ..
في هذه الافلام كانت محاولة باسوليني التعرض للحرب والجنس
والدين والحكايات الشعبية في قالب سينمائي ممتع وجذاب وهادف موقف سیاسی لقد رفض باسوليني المواقف المهادنة والمتسامحة ، وأعلن أن الموقف المتسامح والحل الوسط هما الخطيئة الكبرى » . ورأى في التقليد و ( أمركة » المجتمع الايطالي خطرا ورأى في « البرجزة » الايطالية والتلذذ حتى العبادة الجديدة التي اسمها ثورة الجنس » أنها الفاشية الجديدة التي تكتسح ايطاليا الأخرى
وقد كان فيلم « سالو : ال ۱۲۰
يوما من سودوم » ، عملا كتبه باسوليني ، ويقع في ۲۰۰۰ صفحة عن المرحلة الاخيرة في حكم الفاشي موسيليني في منطقة سالو الواقعة الى
جانب بحيرة غاردي . وقد قال أحد محرري صحيفة يسارية في تأبين باسوليني باسوليني هذا القديس اللامجرب ، عرف في أعماقه إلى أين يذهب ، وقد أراد أن يذهب الى هناك حيث لاقي الموت
