
عقد في القدس مؤتمر رابطة الفنيين الاسرائيليين ، بتاريخ ٢٤-٩-٧٢ واستمر حتى ٢٦ منه ، وكان الرسام عبد عابدي من بين مندوبي المؤتمر ضمن ممثلي فرع الرابطة في حيفا والشمال . وفيما يلي يستعرض الرسام عبد عابدي جانبا من اعمال المؤتمر .
بمناسبة خمسين عاما على تأسيس رابطة الفنيين (العبريين سابقا) والاسرائيليين حاليا ، عقد مؤتمر الفنانين الثالث في القدس وقد تخلل المؤتمر يوم دراسة تبنته الجامعة العبرية ، وكان موضوعه العلاقات المتبادلة) أي بين جمهور الفنانين من جهة والمؤسسات الحكومية من جهة ثانية ، وقد حضر نائب رئيسة الحكومة ووزير الثقافة يمثال الون ضيفا ومثل الحكومة واشترك في النقاش عن الازمة الجدية ) والغير المصطنعة ) والتي ظهرت من خلال مناقشات المشتركين ورد وزير المعارف ، فما هي الازمة ؟
لقد دار النقاش حول سياسة المتاحف الاسرائيلية التي لا تشجع الفن المحلي وتتجه لجمع لوحات الفنانين المشهورين من الخارج ، وكذلك السياسة السلبية التي تتبعها الدوائر والمؤسسات الحكومية أكان ذلك باعطاء الجوائز والمنح الدراسية او بالاهتمام الفني ، الذي يكاد لا يكفي ، في اسلوب التعليم الفني ، والحصص المخصصة لتعليم الرسم التي تعتبر هزيلة بالنسبة للاهتمام النسبي التي تقدمه وزارة المعارف في حقل العلوم والصناعة وقد تميز عقد مؤتمر الفنانين الاسرائيليين ، بعدم تجاوب الجمهور وهذا الحدث ، مع انه حدث لا يقل شأنا عن أحداث فكرية اخرى كمؤتمر الكتاب او مهرجانات الموسيقى التي يتفاعل الجمهور معها بشكل او بآخر.
وقد كتب احد المعلقين الفنيين في ملحق « يديعوت احرونوت » الاسبوعي ، آدم بروخ ، يعلل تلك الظاهرة ، بقوله ان رابطة الفنانين كهيئة مستقلة وكجهاز تابع للجهاز الكبير هو المسؤول عن ذلك  ،هي كما وصفها ( بضعة متقاعدين من رجال الفن » وقال ان المناقشة التي طرحت على بساط البحث في اليوم الدراسي هذا ، قد ا دلت على انه لا توجد علاقات متساوية ومتبادلة مع السلطة لان القضية … ليست مع الادب او الموسيقى ، بل لانها مسألة تتعلق بالمستوى الحياتي ، والديني ، والترفيهي ، ورجال الاعمال.
ومن خلال رد وزير الثقافة الذي حاول ربط القضايا الدينية والسياسية وحرية الفنان في التعبير ( البناء بالطبع » تظهر التناقضات وعدم التحديد ، والنتيجة كانت من اللقاء هذا ، أي اللقاء بين الفنان والمؤسسات ليس متكافئا وان هناك موقفا غير جاد في رفع المستوى الفني ومساعدة الحركة الفنية
.
كذلك فقد برز انتقاد الفنانين بشكل حاد للنقص في المساعدات التي تقدمها وزارة المعارف والاجهزة الاخرى من میزانیتها والتي لا تعدو
القروش ان هي قورنت بالميزانية الضخمة التي تصرف على أبواب اخرى
.
ولعلنا نخرج بالنتيجة ان الازمة ليست أزمة الفن ولیست موقف الجمهور السلبي وعدم تجاوبه ، بل هي أزمة النظام القائم الذي يهتم كالعادة بمواضيع ليست فنية بالطبع … !

،
source: Al Ittihad newspaper










