لمراسلنا- قامت الشبيبة (خلية الاتحاد)، ضمن نشاطها الأسبوعي، بزيارة مرسم الفنان عبد عابدي والاستماع إلى محاضرة حول الفن والأرض.
بدأ الفنان عبد محاضرته بتقديم نبذة عن المرسم وعن مدينة حيفا، فأشار إلى عدد الموطنين في مدينة حيفا قبل وبعد النكبة، وكانت لوحاته صورة حية لأحاديثة.
كما رحل الفنان عبد في ذاكرته إلى الماضي، يستذكر أحداثا مختلفة وكيف جسّدها في فنه، سواء كان من خلال اللوحات أو المجسَّمات المختلفة.
إن هذا اللقاء القصير مع الفنان عبد ألقى الضؤ على أمر هام جدا، وهو جهل الجيل الشاب إلى الحركات الفنية المختلفة والتي لا تقل اهمية بنضالها عن أي نضال آخر. فالفن أيضا وسيلة نضال، بل موقف يُعبّر الفنان من خلاله على انتمائه وفكره.
وفي حديث خاص مع الفنان عبد عابدي، أشار إلى واجبه في تكريس اهتمامه لمدينة حيفا، الأمر الذي دفعه إلى إقامة دورة للموهوبين في حيفا، والأخذ على عاتقه إقامة نواة لمدرسة الفنانين الموهوبين. فهو يعتبر نفسه مكملا للقضية الثقافية.
هكذا، كان الفنان عابدي المبادر لإقامة صالة عرض للتوعية الفنية، فالفن بالنسبة له ليس حالة إبداعية مجردة لإضافة معلومات حضارية فحسب، بل، الفن مهنة أيضا.
كما أشار إلى أهمية توعية الجيل الشاب إلى الفنون المختلفة لأنه يجهل هذه الأمور على الرغم من اهميتها.
لا بد أن نذكر أن الفنان عبد عابدي شُرّد أيام النكبة عام 1948 إلى لبنان وعاد إلى الوطن، إلى حيفا، عانى كباقي شعبنا في السنوات الأولى لقيام الدولة، حيث صودرت بيوت عائلته، وكان من الطبيعي أن يجد نفسه في صفوف الشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي. في أواخر سنوات الستينات نال منحة حزبية للتعلم خارج البلاد، فذهب إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية لدراسة الفن، وبعد إنهاء فترة الدراسة عاد إلى الوطن.
لا نستطيع أن نتحدث عن يوم الأرض بمعزل عن النصب التذكاري الموجود في سخنين، ذلك النصب الذي قام الفنان عبد عابدي ببنائه وتصميمه. وهذا العمل يُضاف إلى الأعمال الأخرى الجمة التي قدَّمها لنا خلال هذه السنوات الطويلة. للفنان عبد الكثير من اللوحات، أقام عدة معارض كما أقام جمعية “عرابل” لتطوير الفنون. واليوم، يُدرّس الرسم في مرسمه الخاص، ويعمل معلما في كلية المعلمين في حيفا بالمجال نفسه، ولا ننكر أن العديد من الفنانين التشكيليين العرب مروا من درب الفنان عبد عابدي.