مراسل حيفا نت | 08/06/2021
معرض جديد على شرف الذكرى السبعين لمتحف حيفا للفنون:
“على طريقة حيفا”
القيم الفني: كوبي بن مئير، قيم أول لمتحف حيفا للفنون
افتتاح احتفالي: الخميس 17.6.2021، الساعة 19:00
إغلاق: 1.1.2022
يحتفل متحف حيفا للفنون بالذكرى السبعين لتأسيسه. على شرف هذا الحدث الهام، سيُفتتح “على طريقة حيفا” في 17 يونيو – معرض ضخم يمتد على طول المتحف بأكمله، ويتفحص المجموعة الغنية والفريدة من نوعها لمتحف حيفا للفنون، والتي تم جمعها على مدى 70 عاما من العمل الفني المكثف. يسعى المعرض إلى فك رموز هوية متحف حيفا للفنون من خلال فحص مجموعاته، وعلى هذا الأساس يضع المتحف أهدافًا جديدة لتحقيقها في المستقبل. في خضم الوقت الحالي، يسعى المعرض إلى المشاركة في مداواة الجروح الاجتماعية في إسرائيل بشكل عام، وفي حيفا على وجه الخصوص، والتي تم الكشف عن عمقها مؤخرًا في النزاعات بين المجتمعات، وتقديم قراءة لتاريخ الفن في إسرائيل بطريقة تحتوي على أصوات مختلفة.
تأسس متحف حيفا للفنون عام 1951، وهو من أوائل المتاحف التي تم إنشاؤها في البلاد. يعرض معرض “على طريقة حيفا” الهوية الفريدة للمتحف من خلال استعراض الروائع في مجموعاته، مع الاعتراف بأنها مجموعة متحفية تحدد الكود الجيني للمتحف، وكل عمل جديد يتم استلامه في مستودعاته للعهدة يرافق أسلافه في تشكيل هويته. تضم مجموعة متحف حيفا للفنون حوالي 8000 عملًا، تمثل أهم الفنانات والفنانين من البلاد. يدعو المعرض الزوار إلى فرصة لقاء الأعمال الأساسية التي شكلت وجه الفن المحلي.
يتيح عرض المجموعة إلقاء نظرة جديدة على الفن في إسرائيل، ويقدم المعرض قراءة بديلة لتاريخ الفن المحلي. يستعرض المعرض تاريخ الفن في إسرائيل منذ الخمسينيات فصاعدًا من منظور حيفاوى. على مدار المعرض يتم التركيز على الفنانين الرئيسيين من حيفا والشمال، منهم ميخائيل جروس، باتيا جروسبارد، حانا ليفي وجرشون كنيسبل – الشخصيات المؤسسة في تاريخ الفن في المنطقة، والممثلة في المجموعة من قبل أجسام عمل مهمة.
تنعكس تضاريس حيفا في المعرض الممتد على طابقين من المتحف، ويقدم منظورين للفن في إسرائيل. يطل الطابق العلوي على محيطه من مسافة بعيدة، كأنه ينظر من أعالي الكرمل، وأمام عينيه مناظر طبيعية، زراعية وحضرية بدرجات متفاوتة من التجريد. في الطابق السفلي، تكون وجهة النظر عن قرب، وتتعامل مع الشخص ولقائه بالآخرين، الأمر الذي يغمر حتماً القضايا الاجتماعية والسياسية التي تستجيب للبيئة المباشرة للمتحف – أحياء هدار الكرمل، وادي النسناس ووادي الصليب. تتلخص هاتان المنظورتان في مجموعة فريدة تتعمق في القضايا المتعلقة بالمكان: مدينة حيفا، بتعقيداتها وعجائبها.
يُعد العام السبعون أيضًا فرصة للنظر في الداخل وإعادة التفكير في مستقبل المتحف. اختار د. كوبي بن مئير، القيم الأول للمتحف والذي تولى منصبه في كانون الثاني (يناير) 2021، هدفين رئيسيين للسنوات المقبلة، بعد فحص المجموعة بعناية: الأول، سد الفجوات في جمع وتمثيل الفنانين الفلسطينيين المخضرمين من منطقة الشمال; تتطلب شخصية حيفا – المدينة المختلطة ذات التقاليد العريقة في التعايش – إشراك هؤلاء الفنانين. يسعد المتحف أن يعلن أنه بمناسبة الاحتفالات بالذكرى السبعين، تبرع عبد عابدي – فنان حيفاوي كبير – بعمله عمّال في خليج حيفا (1962) للمتحف. الهدف الثاني هو تعزيز مكانة متحف حيفا للفنون كمركز ثقافي يولد خطابا وإبداع، ويعمل على تقوية روابطه مع مجتمع الفنانين في المدينة. يشير “على طريقة حيفا” إلى هذه الأهداف من خلال الجمع بين الأعمال المستعارة من فنانين عرب ويهود ضمن عرض المجموعة، والاستفسارات التي تشير إلى أصدقاء المتحف والشركاء الطبيعيين: مجتمع الفن المحلي.
يؤمن متحف حيفا للفنون أن للفن القدرة على إثارة نقاش عام، والمعرض عبارة عن سلسلة من اللقاءات بين الأعمال التي تؤدي إلى خطاب مفتوح وحقيقي داخل المجتمع الإسرائيلي. على سبيل المثال، في إحدى الصالات، تقف وجها لوجه الصورة الأيقونية لدافيد عديكا جمال (ميري بوهدانا) التي تصور الجمال الشرقي الذي لا يتماشى مع المثل الأعلى للجمال الغربي، واللوحة القوية لعبد عابدي لاجئون بانتظار العودة، تحفة دائرة العمل لجيرشون كنيسبل والتي تصور العمال العرب واليهود الشرقيين يقفون في طابور مكتب العمل في شراكة مصير عابرة للقطاعات. يثير النظر إلى هذه الأعمال الثلاثة معًا أسئلة حول شراكة عربية ويهودية شرقية في إسرائيل.
بهذا المعنى، ينظر المعرض إلى اليوم التالي للعنف الفئوي الذي اندلع في أيار (مايو) الماضي، ويسعى للمشاركة في تضميد جراح المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني، من خلال ارتداد صدى الأصوات العديدة في إسرائيل. حيفا هي مدينة تميزت دائمًا بالشراكة العربية-اليهودية، ويتولى متحف حيفا للفنون مهمة الريادة في تعميق هذه الشراكة وزيادة مساحة الخطاب.
عن القيّم: تولى د. كوبي بن مئير منصب قيم أول لمتحف حيفا للفنون في يناير الماضي، وهذا هو أول معرض له في المتحف، والذي ينطلق بعد الغوص في أعماق مجموعة المتحف. عمل لمدة 17 عامًا في متحف إسرائيل بالقدس، بوظائف تعليمية وتنظيم للمعارض. تناولت أطروحته للدكتوراه تمثيلات الرحلات في الفن المعاصر كتعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية، ومن سنوات 2019-2017 كان زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في قسم تاريخ الفن في جامعة برلين الحرة.