
* استضاف كيبوتس « محنایم»، الواقع على مشارف مرتفعات جليلنا الأشم، معرضا للفنان عبد عابدي، تحت عنوان «المستتر والمكشوف». ففي الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح السبت ۲۰۰۰/4/15، غصت قاعة العرض بالضيوف من ابناء تلك المنطقة والعديد من اصدقاء الفنان عابدي ومحبيه، صدح صوت الفنانة المغنية سلام أبو آمنة، مرافقة عودها الرنان في مقطوعة من أغنية « دارت الأيام» لأم كلثوم.. حيث خيم على المكان زهو الأضواء النحاسية المنبعثة من أعمال الفنان عبد عابدي.. فامتزج الصوت باللحن بالكلمة بالابداع، فأعطى كل ذلك صورة رائعة عن الفن الفلسطيني والعربي الأصيل. ان للحن مکایا موازيا للون والشكل في باحات المعارض منذ زمن طويل، بيد انها المرة الأولى التي يرافق ذلك اللحن الشجي، صوت فتاة ينساب كأريج النسيم من خلال حنجرة واعدة، تحمل في ثناياها طاقة وأمنيات نحو المستقبل؛ وهكذا كان لهذا الصوت مهمته الجميلة في نهاية حفل الافتتاح
وكانت الكلمة الترحيبية لرئيس المجلس الاقليمي، حيث رحب بالضيوف وتمني ان تكون هذه بداية انطلاقة اعمال مشتركة لما فيه خير مواطني هذه البلاد . وفي الكلمة التي القاها الرسام زاهد حرش، تحدث عن تاريخ الفنان عبد عابدي وعطائه الكبير لحركة الفنون التشكيلية الفلسطينية في هذا الوطن، وقال: «يجب التذكير قبل كل شيء، ان الفنان عبد عابدي هو أول رسام
عربي فلسطيني في البلاد.. وهو الذي بعث خيوط الضوء والظلال والألوان، من خلال عالم الفن التشكيلي في حياة ابناء شعبه، البقية المجزأة الباقية من الفلسطينيين في اسرائیل ، اولئك الذين رغم الضياع والتشتت الذي ميز 6 حياتهم، استطاعوا التشبث في أرضهم، بعد ويلات الحرب العالمية الثانية وقيام دولة اسرائيل.. وقد كان عبد عابدي رسول القوى الثقافية والوطنية العربية التي عملت بجد ونشاط، من خلال فعالياتها السياسية والتربوية في وادي النسناس ، ایام شبابه.. وادي النسناس مکان سكناه وموطن عائلته منذ عدة أجيالة.
وفي نهاية كلمته قال الرسام حرش «ان بین اعمال عابدي الأولى بالأسود واعماله الأخيرة بالنحاس، هناك خيط دقیق متصل بين كافة مراحل ابداعه، خط يتحدث عن ارتباطه بهذه الأرض، ويقول: أنا هو ابن هذا المكان. انا هو التاريخ الحقيقي والأمين لهذه الأرض!! انه لا ينسی، كما انه لا يلوح بمعاناة ابناء شعبه.. لأنه ينظر الى المستقبل نظرة مليئة بالأمل والحياة ، ذلك من خلال المساحات الصغيرة البيضاء المنتشرة في أعماله، ومن خلال الألوان الفضية المضيئة في رسوماته. بواسطة الايحاءات والرموز والأشياء التي تحمل في دلالتها امكانية واقع آخر!! ) في النهاية تحدث الفنان عبد عابدي مرحبا بالضيوف كما أثنى على « درویت»، کانزة المعرض، وتمنى ان يكون لهذه البداية مساحة اخرى للالتقاء والتعايش . .. يذكر ان المعرض سيستمر لغاية 13 أيار ۲۰۰۰.
source: https://www.nli.org.il/en/newspapers/?a=d&d=alittihad20000419-01.2.59
