شارك العشرات، مساء الثّلاثاء من هذا الأسبوع، في الأمسيّة الثّقافيّة لذكرى مرور ثلاثين عامًا على رحيل المؤرّخ والمثقّف والمناضل الشّيوعيّ العريق إميل توما، والّتي جرت في قاعة مسرح “الميدان”.
وقد شملت الأمسيّة لقطات من فيلم “سِجلّ شعب” كما قُرئت رسائل شخصيّة لإميل توما لأوّل مرّة. تولّت عرافة الأمسيّة الفنّانة سلوى نقّارة، وشاركها في التّقديم ميخائيل توما (نجل إميل توما).
وكان الفنّان التّشكيليّ عبد عابدي أوّل المتحدّثين عن تجربته الشّخصيّة مع الرّاحل إميل توما، والّتي تمثّلت بدعمه للفنّ والفنّانين والأدب والمثقّفين، مسلّطًا الضّوء على الجانب الإنسانيّ الثّقافيّ من جوانب الرّاحل إميل توما المتعدّدة والغنيّة. وأكّد الفنّان عابدي في كلمته على أهميّة التّعرّف إلى إنسان بقيمة وأهميّة إميل توما، والتعلّم منه جرّاء تشجيعه ودعمه المستمر.
وتحدّث الفنّان عابدي عن تجربته في مكاتب صحيفة “الاتّحاد” وتسلّمه قسم التّصميم الفنّي، ولقائه اليوميّ مع طيّب الذّكر إميل توما. كما استعرض أهميّة التّعاضد والالتفاف حول القضايا الملحّة والشّائكة الّتي دأب توما على الاهتمام بها.
ومن ثمّ اعتلى المنصّة المؤرّخ د. جوني منصور، الّذي أشاد بالمؤرّخ الحيفاويّ إميل توما وبكتبه التّاريخيّة، حيث استفاد من مكتبته القيّمة وكتبه في بداية تعلّمه الأكاديميّ. وتطرّق في مداخلته إلى كتاب إميل توما “فِلسطين في العهد العثمانيّ” مقتبسًا بعضًا من فقرات هذا الكتاب القيّم الّذي يجهله الكثيرون، مؤكّدًا ضرورة الاطّلاع عليه ودراسته بصفته مرجعًا تاريخيّـًا هامّـًا.
كما أشار إلى أهميّة ما قدّمه توما للأجيال القادمة وتوثيقه تاريخيّـًا لأهمّ الأحداث على السّاحة الفِلَسطينيّة تاركًا إرثًا غنيّـًا ومراجع قيّمة. وفي حديثه أشار أيضًا إلى العلاقة الحميمة الّتي كانت تربطه بالرّاحل إميل توما وعن دعم توما له في بدايات تعلّمه الأكاديميّ.
أمّا باسل فرح (سكرتير الشّبيبة الشّيوعيّة – فرع حيفا) فتحدّث باقتضاب عن المعلّم والمَعلَم إميل توما، فجاءت كلمته مقتضبة، زخمة ومعبّرة؛ مُشيدًا بفكره ونضاله وطريقه، داعيًا الشّباب التّعرف أكثر إلى إميل توما والحفاظ على ذكراه ونهجه والسّير على دربه.
وآخر المتحدّثين كان الكاتب سلمان ناطور، الّذي أمتع الحضور بوصف رائع لعلاقة أروع بين الكاتب ناطور والرّاحل إميل توما، مُشيرًا إلى أهميّة وقيمة العمل إلى جانب إميل توما ومواظبته اليوميّة على التواجد في مكاتب “الاتّحاد”.
وذكر ناطور خلال حديثه تعرّفه إلى الشّيوعيّين وتقرّبه إليهم منذ قراءته جريدة “الاتّحاد” لأوّل مرّة، ومن ثمّ “هروبه” يومًا من المدرسة ولجوئه إلى مقرّ الحزب الشّيوعيّ في شارع مار يوحنّا في حيّ وادي النّسناس وارتباطه الوطيد بعدها برفاق الحزب.
وتميّزت هذه الأمسيّة بقراءات من رسائل شخصيّة لإميل توما، وتعرّف الحاضرين على إميل توما الإنسان أيضًا.