-محمد فضل حسان :
* اليوم هذا الأمر في تزايد وطال عدد من القياديين المسؤولين على المستوى المحلي والقطري الذين أصبح همهم المحافظة على كراسيهم
* المطلوب اليوم هو فتح المجال أمام الأجيال الشابة لايجاد حلول للضائقة السكنية في المجتمع العربي لتمكين الفرد من العيش بكرامة وعلينا رفع هذه المطلب محليا وقطريا
بحضور واسع عقد يوم الأحد 28/3/2010 وعلى شرف الذكرى الرابعة والثلاثون ليوم الأرض الخالد ندوة سياسية تحت عنوان يوم الأرض تاريخ ومستقبل النضال بالتعاون بين مركز مساواة وجمعية بيت الصداقة وذلك في نادي كوادر الجبهة في طمرة وقد شارك في الندوة مدير مركز مساواة السيد جعفر فرح والمحامي عوني بنا من جمعية حقوق المواطن ورئيس مجلس سخنين عشية يوم الأرض جمال طرابيه محمد فضل حسان.
كما وافتتح أيضا معرض يوم الارض”قصة النصب التذكاري في سخنين”، الذي يوثق قصة النصب التذكاري بمشاركة الفنان عبد عابدي والفنان غيرشون كنيسبل الذين كانوا وراء فكرة وبناء النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض, كما وشاركوا في الافتتاح أمناء المعرض الفنانة تال بن تسفي شادي خليلية.
عريف الندوة المحامي نضال عثمان أكد إن الهدف من وراء هذا اليوم هو اخذ جوانب أوسع في هذه الذكرى , الخلفية السياسية التي أدت إلى يوم الأرض والدور الذي قام به الفن والفنانين لتخليد الذكرى وقصة النصب التذكاري الذي رافقه تحدي وإصرار الجماهير العربية عندما رفعت صوتها احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي مؤكدا على دور الحزب الشيوعي وقيادته مع قوى أخرى شكلت لجنة الدفاع عن الأراضي التي قادت النضال وسطرت نصرا بمنع مصادرة الأرض .
لقاء مؤثر
وكان للقاء الفنانين عابدي وغيرشون برئيس مجلس سخنين جمال طرابيه والعناق الذي تبادلوه أثرا على الحضور وأثار الانطباع المؤثر حول حجم القصة التي عاشوها سويا حتى بناء النصب التذكاري في سخنين.
أهمية التوثيق للحفاظ على الذاكرة
شادي خليلية الذي ركز في مركز مساواة مشروع المعرض وهو احد أمناء المعرض، اكد على الأهمية الكبيرة لتوثيق يوم الأرض وإحداثه وكذلك توثيق قصة بناء النصب التذكاري وذلك للحفاظ على الذاكرة، لان شعب يريد البقاء والتطور عليه توثيق تاريخه وتعليم أجياله لهذا التاريخ.
إصرار قوي لتقول هذه الجماهير “لا” بوجه السلطات
جمال طرابيه يقول ان يوم الأرض كان ولأول مرة تعبيرا سبق بقوته الاحتجاجات السابقة للجماهير العربية وبات واضحا ان ورائها إصرار قوي لتقول هذه الجماهير “لا” بوجه السلطات وتقف ضد قرارها بمصادرة أراضي المل وإنها لن تقف مكتوفة الأيادي أمام هذه السياسة, وحصدت ثمار إصرارها وإيقاف المصادرة بدم شهدائها الأبرار وسط الضغط الممارس عليها من السلطة وعلى كافة المستويات.وأضاف طرابيه ان قرار إقامة النصب التذكاري رافقه أيضا تضييق كبير من السلطة منعا لإقامته رغم انه داخل مقبرة الشهداء , إلا أن التصميم كان قويا والنصب التذكاري لا يزال قائما شاهدا أمام العالم على يوم الأرض.
رسالة الفنانين تساهم بقوة لإبقاء الذكرى حية
الفنان غيرشون كنيسبل الذي استقر منذ سنوات في البرازيل، يأتي خصيصا للمشاركة في إحياء ذكرى يوم الأرض، حمل معه تحيات نقابة الفلاحين والحزب الشيوعي البرازيلي إلى الجماهير العربية وتضامنهم معهم في نضالهم ضد مصادرة الأراضي وعاد يستذكر تسلسل الأحداث والفكرة التي حركته مع زميله الفنان عبد عابدي حتى بناء النصب التذكاري بمساندة المجلس وعشرات النشيطين.
الفنان عبد عابدي الذي حضر من جولة في قرية اجزم، تحدث عن الرابط بين إحياء الذكرى والتعرف والزيارة الدائمة لقرانا ومدننا المهدمة وقال ان هذا اليوم هو إتمام للدائرة وأكد أن مهمة الفنان الفلسطيني ان يطرح هموم شعبه ويوصلها من خلال رسالته الفنية.
أما منظمة المعرض الفنانة تال بن تسفي فكانت وراء إقامة معرض خاص بيوم الأرض وأخرجت من بين التراب تصميم النصب التذكاري لتنقله بمساعدة مركز مساواة الى عدة بلدان ويعرضوه إمام الطلاب والشباب .ولا شك ان رؤيتها هذه كانت أيضا وراء كتابة رسالتها للدكتوراه عن الفن الفلسطيني, وقد دعت تسفي الجمهور إلى المساهمة في هذا المعرض من خلال ارسال صور قديمة عن يوم الأرض.
المطلوب اليوم زرع الأمل لدى الجماهير العربية لتستمر في بقائها وتطورها
مدير مركز مساواة جعفر فرح يؤكد في كلمته على أن يوم الأرض لم يكن نكسة للجماهير العربية بل يوم انتصرت فيه إرادة هذه الجماهير ضد قرار السلطة, ودم الشهداء ونضال الجماهير العربية بقيادة لجنة الدفاع عن الأراضي صنعوا تاريخا بمنع المصادرة الأمر الذي يمكن الفلاحين حتى يومنا هذا زراعة أراضيهم في المل, ويضيف فرح ان المهم اليوم هو الحفاظ على ما بقي فوق الأرض , وهو الحفاظ على هوية هذه الجماهير وتعزيز قوتها لتبقى على ارض وتتطور وتفتح أمامها أفاق جديدة ومن الخطر تيئيس هذه الجماهير بل المطلوب زرع الأمل فيها وتطوير وبناء مؤسسات وطنية لدعم الصمود وتطويره.
وراء القوانين سياسة مجحفة بحق الأقلية العربية
المحامي عوني بنا يقول انه لا يجوز التعويل فقط على المسار القضائي في استرداد الأراضي وحق هذه الجماهير بالمسكن والبيت ولا بد أن يكون المسار القضائي الى جانب النضال الجماهيري والشعبي وهناك ضرورة باستعادة أدوات النضال السابقة للحفاظ على ما تبقى من الأرض.ويضيف بنا انه للأسف النجاحات في المسار القضائي ضئيلة جدا الى حد عدمها بل ان القوانين الجديدة والقديمة التي نقف أمامها تعبر بشكل صارخ عن سياسية منهجية للسيطرة على ما تبقى من الأرض وإبقاء العرب ضمن المساحات الضيقة التي يقفون عليها.
محمد فضل حسان وصف بعض أحداث يوم الأرض في طمرة وتبعياتها وكيف كانت تمارس الضغوط على الجميع في محاولة إفشال إضراب يوم الأرض , على الطبيب والمعلم في عمله وعلى العامل في مكان عمله وعلى الطالب في دراسته ,وأضاف : ان اليوم هذا الأمر في تزايد وطال عدد من القياديين المسؤولين على المستوى المحلي والقطري الذين أصبح همهم المحافظة على كراسيهم. وأضاف حسان : ان المطلوب اليوم هو فتح المجال أمام الأجيال الشابة لايجاد حلول للضائقة السكنية في المجتمع العربي لتمكين الفرد من العيش بكرامة وعلينا رفع هذه المطلب محليا وقطريا.
معرض يوم الأرض يظهر مجموعة كبيرة من الصور التي التقطها صحفيون وفنانون منهم رفيق بكري, أمين بشير, غدعون غيتاي ,سلام ذياب ,يارون كمنسكي وغيرهم إضافة لمجسم للنصب التذكاري ليوم الأرض ويستمر المعرض حتى 30/4 وسيكون مفتوحا من الساعة 18:00 حتى 20:00 من كل يوم ما عدا الجمعة.