
* عبد عابدی.. مسيرة البقاء + وتحت رعاية ياسر عبد ربه، وزير الثقافة الفلسطيني، يفتتح غدا في مركز السكاكيني الثقافي في رام الله، الساعة 5.30 مساء، معرض للفنان عبد عابدي.
وتحت عنوان «مسيرة البقاء»، کتب الرسام زاهد حرش، عن معرض عابدي ما يلي: « ان اعماله في مرحلة البحث عن المستتر» تحمل في داخلها انقلابا في اسلوبه وتقنياته، وهي مجازفة انسانية مرتبطة بقدراته الابداعية اللامتناهية، فان هذا التجسيد لموضوعاته الفنية داخل العمل الواحد وانتقال الموضوع ما بين عمل وآخر، كما يظهر من خلال تعدد المشاهد، هي حالة ما بعد الرؤية التصويرية للأشياء- اي هي الشكل الفني المعبأ في ابعاده واجزائه المختلفة كما يرصدها الفنان باحساسه وليس كما هي قائمة في حالتها الواقعية التصويرية .
في البعض منها تنطلق مادة اللون الفضي في فضائها الرحب لتغطي مساحات متباعدة للرواية المبتكرة فيها ، فتعطي شعورا معدنيا لحالة الانسان النفسية في هذا الزمن!! كما أن هناك دائما خلفية او بعضا من خلفية سوداء بعيدة المدي تنبعث مرة من داخل اللوحة وتارة من عمقها تاركة لك أن تبحث عن المجهول عبر شرخ في «باب قدیم» او «کوة» في سور عتيق.. وما هذه المشاهد الزاخرة في الذاكرة الا بقايا الانسان في بيوت حي «وادي الصليب» و«وادي النسناس» في مدينته حيفا. ان هذا الاقتحام المشجون بإحساس الفنان وتقنياته المتعددة يعطي المصداقية الثابتة لما يحمله عابدي من حضور متميز على ساحتنا المحلية… كما أن هذه الموضوعات المستقاة من واقعنا الحياتي الذي عايشه الفنان، تتحول من خلال تصوره الشمولي لتصبح رواية تحكي مسير ابناء شعبنا الفلسطيني الباقي في وطنه، متعدية ذلك ايضا ، باعتبارها كونية متواجدة في كثير من بقاع الأرض تعطي لكل انسان امكانية التعامل معها بما يحمله وجدانه وانسانيته عبر تاريخه ومكتسباته الذاتية، وهي ايضا شكل حضاري وحضور فني يعمق العلاقة المتبادلة ما بين الكائن والوعي الاجتماعيين، ما بين الشعوري بالأشياء الباقية واللا شعوري المرتبط با اندثر منها عبر مسيرة التطور التاريخي للوجود.. فتجعلنا دائما نبحث عما تخبئه تلك المشاهد من احاديث الزمن البعيد. اما المرحلة الحالية، أي «ما بعد المستتر» فانها تدل على عدم اكتفاء الفنان بتلك المساحات الورقية والقماشية لتعطي البعد التفاعلي للمتلقي لها.. فانه بعث فيها زخما آخر من خلال تجسيد الكتلة في اعماله الجديدة » .
source