تركز هذه المعرض على “الرومانسيات الثورية” – العلاقات الثورية الودية – التي قامت بها جمهورية ألمانيا الديمقراطية (جمهورية شرق ألمانيا) مع بلدان الجنوب العالمي. وبالتالي، فإنها تلقي نظرة أقرب على الموضوع الذي لم يتم دراسته كثيرًا في فن ألمانيا الشرقية في سياق تاريخ الفن العالمي والعابر للثقافات.
في الستينيات، على إثر الثورة الكوبية، وعمليات التحرر الاستعمارية في أفريقيا، والحركات التحررية الشيوعية الناشئة، بدت الاشتراكية تتصاعد عالمياً: رؤية العالم الاشتراكي المثالي تحرك الكتلة الشرقية. الانتقال إلى الجنوب العالمي أعطى جمهورية شرق ألمانيا الاعتراف الدولي الذي كانت تأمل فيه منذ فترة طويلة والذي منعت منه في الغرب، ومكّنها من إظهار سيادتها الدولية وانفتاحها على العالم. “الصداقة الدولية” و “التضامن الدولي” كانتا الحبكة الرئيسية الإيديولوجية التي شكلت سياسة ألمانيا الشرقية الخارجية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، نابعة ليس فقط من المصالح السياسية ولكن أيضًا من المصالح الاقتصادية. كانت هذه المفاهيم أيضًا تشكل سياسة الثقافة الخارجية وأصبحت مواضيع مهمة في الدعاية الحكومية وفي الفنون البصرية لجمهورية شرق ألمانيا
- Exhibition Site Albertinum
- DATES 04/11/2023—02/06/2024
- Opening Hours daily 10—18, Monday closed
- Admission Fees normal 12 €, reduced 9 €, under 17 free, groups (10 persons and more) 11 €
بناءً على مجموعات متاحف ستاتليشه كونستسامملونجن دريسدن (SKD)، بالإضافة إلى القروض المختارة، تستكشف المعرض الممارسة الفنية والمواضيع والرموز لهذه الرومانسيات الثورية الفعلية والمفترضة. يتضمن العرض أعمالاً من الفنانين من جمهورية شرق ألمانيا، كوبا، تشيلي، فيتنام، الهند، العراق، ليبيا، موزمبيق، بورما (ميانمار) وغيرها من البلدان، تمثل الأفكار والرموز للانتماء الاشتراكي الدولي، وصور التضامن، وأعمال الاحتجاج الفني ضد الحرب والعنف في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأعمال الفن الثوري الكوبي، وصور السفر، والفن البريدي، بالإضافة إلى أعمال الدبلوما للطلاب الأجانب في أكاديمية درسدن للفنون الجميلة.
يعرض بجانب الأعمال من مجموعات SKD مواقف دولية معاصرة وأعمال مأمور بها من جورج أدياغبو، سفين جون، حملت لافاستيدا، دانا لورنز، سونيا شونبرجر، وينكه سيمان، عبد عابدي، سونج تيو، وأرليت كوين أنه تران، التي تنظر وتحلل بنقدية من منظور الحاضر المثلهم السابقة للتضامن والصداقة الدولية.
من وجهة نظر اليوم، من الضروري التساؤل حول بعض الأعمال الفنية المعروضة التي تم إنشاؤها في جمهورية شرق ألمانيا لأنها تعبر عن سيطرة منظورات يوروسنترية، وأشكال للاستعمار الثقافي، فضلاً عن الصور النمطية حول الناس والثقافات في الجنوب العالمي. يجب أيضًا أخذ في الاعتبار التناقض بين الأيديولوجيا والواقع في شرق ألمانيا، والذي يظهر بوضوح في المراجعة: التناقض بين انتقاد الإمبريالية الغربية مع فشل الاعتراف بالتوسع الإمبريالي الممارس من قبل الشرق، وبين الطلب على حقوق الإنسان العالمية في السياسة الخارجية والسياسات القمعية في البلاد نفسها، فضلاً عن التناقض بين ما يعلنه الدولة من معارضة للعنصرية والظروف الحقيقية لحياة وعمل العمال المهاجرين والطلاب الأجانب
كارميلو غونزاليس، أوف فاخه، ١٩٦١
مع “رومانسيات ثورية؟”، يقترب البرتينوم لأول مرة – من خلال الدراسة، والاستفهام، والانتقاد الذاتي، وفي مواجهة العديد من الفجوات في المعرفة – من مجال موضوعي يبدأ متاحف دريسدن في استكشافه الآن فقط. لتحقيق هدف مناقشة تاريخ الفن في جمهورية ألمانيا الشرقية في سياق عالمي وعابر للثقافات، يجب القيام بمزيد من البحوث الفنية والتاريخية والفنية – بحوث يتم فيها رؤية وسماع وجهات النظر والخبرات من الناس من الجنوب العالم
