
يواصل الرسام عبد عابدي تقديم (معرضه) ليتضمن ملاحظات وآراء حول موضوع المرأة والجمال في الفن . ويأمل تحرير الملحق الادبي في (( الاتحاد » أن يشير معرضنا النقاش بين متذوقي الفن ، أو الاسئلة ، واننا لترحب بما سيردنا منهم ))
في الاسبوع الماضي وعلى هذه الصفحة ، جاءت بعض الملاحظات والافكار حول المرأة والجمال في الفن ..وموضوع الجمال والكمال
كثيرا ما نردده في مختلف المناسبات ، لذلك وجدنا ان تعرض اليه في هذه الزاوية ،لتتسنى مناقشته ، ومن ثم بلورته في اطار التذوق
الشخصي الفردي
الجمال علم قائم بذاته ؟
في معجم الفن نجد التفسير العلمي الصحيح لكلمة الجمال وهو : « الشعور ، والحس والوعي والادراك في النظرة الجمالية لما يحيط بعالم الانسان »
و « استيتك » – علم الجمال – كلمة يونانية الاصل . وهو فرع من الفلسفة ، وهو اجتهاد فلسفي لتبيان علاقة الجمال مع موضوع الادب والفن ،
وعلاقة الإنسان المبدع الخلاق مع تفاعله الأبدي مع الطبيعة ،ومع المجتمع الذي يعيش فيه .والمسائل المتعلقة بأمور الجمال والبحث التاريخي فيه لم تكن هيئة ، ولم توجد في اوقات معينة اذ يرجع البحث فيها الى قبل قرابة ٥٠٠
سنة ، وفي فترات انتعشت خلالها الحضارة فلفت قمة الابداع والبراعة .و الاستيتك» كفرع يبحث في مسألة التذوق والابداع الفني ( في الادب والشعر والهندسة المعمارية والموسيقى وغيرها ) اتخذ له اطارا مستقلا فقط في القرن الثامن عشر عندما وضع له الفيلسوف الالماني باوم جارتن قالبا دراسيا اطلق عليه اسم «الاستيتكا» أما الناقد السوفييتي کاجان فعرف علاقة الاستيتك في مسألة الجمال والقبح في کتابه دراسات في عالم الجمال
بقوله : ان تعريفنا الجمال على تلك السهولة ، ليس على غاية من الصواب ، لكننا نستعمله كنقطة بدء لتطلعنا إلى تفهم معنى عبارات « جميل » او
قبيح » او « رائع » . ولكن كلمة « جميل »تستعمل في لغتنا واللغات الحية الاخرى فنقول الطقس جميل … الطقس رائع .
وعندما تقول انسان طيب نعني صفاته الشخصية . غير .أن عبارة « انسان جميل » تعبر عن الصفة الجمالية والحس أو العاطفة المتعلقة
بانسان له علاقة مباشرة فى . تعاريفه ومفاهيمه . أما فلاسفة اليونان ففروا مفهوم الجمال بانه الوحدة الخاضعة لقوانين الطبيعة .
تعامل متناغم متصل مع الاجزاء الأخرى الموجودة فيه .) تعريف ديمقريط ) .اما عند سقراط فللجمال مفهوم الهي له واجبه المحدد .والشيء عنده يصبح جميلا . فقط عندما تكون في حاجة . اليه قيمة أو غير قيمة .وتعنى الجمالية انتماء تلك الاشياء الصنفي أي تصنيفها وعلاقتها المتبادلة مع العمل الانساني المبدع .ولاحظ افلاطون في بحثه الجمال الصفة الخاصة والمختلفة في تفسيره ، وفي ديالوج « هيباس مايور » لا فلاطون نجد قوله : الفتاة الجميلة هي دون شك جميلة ، ولكن ، وفي المقابل ، أليست الطبيعة بـوالاشجار والصخور والآلهة جميلة ؟ .
وفي هذا الموضوع يقول الناقد السوفييتي كاجان : لا يستطيع علم الجمال أن يعطي التفسير الجزئي ( لما هو قبيح وما هو جميل ) ، غير أن
القوانين الموضوعية والجوهرية الموجودة في الطبيعة والمجتمع وفي المغزى الحقيقي للشكل »و « المضمون » تحدد العلاقة في تفسير الجمال »
