
بقلم: عبد عابدي(*) ويتميز المعرض القطري الرابع للفنانين العرب المقام هذه السنة أيضا وضمن شهر الثقافة والكتاب العربي ۱۹۹۷ بزخم وحشد جديد لطاقات ابداعية واعدة ولعطاء فني مواكب ومتوال على الصعيد التشكيلي. ويمتاز المعرض الحالي، بالاضافة الى مشاركة ۸ فنانين عرب، بحضور فني وتضامني لثلاثة من المبدعين اليهود وهم: بنينه غنيون، ويورم کوفرمینس، وغرشوم فون شوارتسه. هؤلاء الفنانون تجمعهم صلة وجدانية عميقة وتربطهم روح المودة والمؤازرة وحوار مرئي مع الذات ومع عالمهم المحيط ، يشكل الفنانون العرب جزء لا يتجزأ منه. يسعى العارضون في معرضهم هذا الى اجراء اتصال مرئي يشمل التخيل والادراك ثم التحليل وصياغة الهدف وتمريره عبر موضوعات تمتاز بالشكل الهندسي حينا وبكثافة الألوان واللوينيات والملمس حينا آخر. (ابراهیم نوباني وبنينه غنيون) . وتتفاوت موضوعات المعرض ايضا بين النوستالجي والليري الملمسی وتعبئة بصیرة الناظر بشحنات دفء روحاني وفيض من الادراك التعاطفي المحبذ، هيام مصطفی وعیسی دیبي) وبين التفعيل في طرح وجهات نظر لأحداث في اللوحة تشمل شخوصا وتكوينات تستحوذ على الانفعال الجمالي والأخلاقي والتضامن الانساني (أعمال غرشوم فون شوارتسة وأسد عزي وبنينه غنيون). وتتجسد مقومات وعناصر أخرى في لوحات العارضين، حالات الانفعال الايقاعي الحركي باستغلال عناصر الكاليغرافيا وسيطا وعنصرا للحوار المرئي الذي يتحول الى صخب تمتزج به عناصر اللوحة شكلا ومضمونا في «باتوس» يبدو من حیث الوصف قريبا الى أنغام التكرار المنوالي والمتواصل (رنا بشارة وأحمد بویرات ويورام کو فرمینس) . وهكذا ايضا في الأعمال الأخرى للفنانين لورین أبو العسل (شخوص ودوائر) ومحمد فضل (حواريات صامتة). العارضون جميعا أن ثمة اشکالات وهموما يجمع وقضايا عالقة ومرتقبة تعتري طريق اندفاعهم الى الرقي والتخاطب لأجل التفاهم والتعايش المشترك لما فيه الخير والسعادة لجميع ساكني هذه الأرض الطيبة. كما يجمعون على أن ثمة حوارا مرئيا يكون ممكنا ايضا عبر عناصر اللوحة وتكون المجسمات فيه لونا وشکلا ملمسا ولو بقليل من التفعيل حتى تدغدغ الخيال « وتشطف » الوانه قرنية العين لعمق عالم نحو مرئياته لكل عناصر الجمال المحيط. وأنه بالمستطاع أيضا تحويل الفرشاة لأجل رسم عالم أكثر جمالا وأكثر تسامحا….. يفتح المعرض ابوابه يوم الأحد ۲۰/ ه ويستمر حتى .۱/۱۸ (4) عبد عابدي – مركز ومجمع المعرض
