
الشخصية التقدمية التي سعت الى التفاهم ورفع الغبن اللاحق بأبناء الشعب العربي في اسرائيل
توفي أمس الأول ، فى حادث صدام سيارتين قرب الرملة ، النحات والبروفيسور يتسحاق دانتسيفر الذي شغل حتى يوم وفاته استاذا للهندسة المعمارية وتحسين البيئة في كلية الهندسة – التخنيون – بحيفا ..
وقد عرف الفقيد بموافقة التقدمية ومشاركته الفعالة في اللجان الشعبية والحركات الاحتجاجية التي كان للفقيد دور بارز فيها ومن هذه
اللجان ، لجنة احياء ذكرى شهداء كفر قاسم ، ولجنة المبادرة للسلام العادل في الشرق الأوسط ولجنة التفاهم اليهودي – العربي وكانت له مواقف مشرفة أخرى مثل اشتراكه في لجان الاحتجاج على الاعتقالات الادارية وتعذيب السجناء أبناء الشعب الفلسطيني من المناطق المحتلة في سجون اسرائيل . وكان لموقفه الاخير في معركة انتخابات الكنيست صدى طيب عندما اعلن تكذيبه الاعلان جماعة ( شيلي ) الصهيونية الانتخابي الذي ادعى تأييده لهذه القائمة . وقد اعلن في مناسبات عديدة تأييده لقائمة الجبهة ودعمه قضية الاراضي واستنكاره . جريمة قتل شهداء ( يوم الأرض ) . واعلن من على منصة ( بيت سوكولوف » في تل ابيب ، أن الاعمال البشعة التي قامت بها قوات الجيش والبوليس سوف لا تخدم قضية السلام وتفاهم الشعبين في هذه البلاد . وقال ايضا في اجتماع احياء ذكرى كفر قاسم انه كيهودي يخجل من المجزرة التي اقترفها الجيش في كفر قاسم
وبالاضافة الى اعماله التقدمية فان النحات دانتسيفر يعد من الطلائعيين والمجددين في الفن الاسرائيلي الحديث ، فقد كان من مؤسسي
حركة ( الآفاق الجديدة » التي ظهرت في سنوات الخمسين . وله اعمال نحتية فى الكثير من الاماكن منها متحف اسرائيل في القدس.
والمتحف البحري في حيفا وتل أبيب وغيرها من الاماكن ، وحصل على عدة جوائز منها : جائزة الدولة ، جائزة ميلو زند نبرغ ، جائزة ديزنغوف
وجائزة سان باولو العالمية في البرازيل . وقد عمل استاذا للفنون المعمارية منذ سنة ١٩٥٥ وحصل على لقب بروفيسور من كلية الهندسة
في سنة ١٩٦٨
يبلغ الفقيد من العمر ٦١ عاما وله أربعة أبناء أصيب أحدهم في حادثة الطرق هذه . وكان لنبأ وفاة النحات يتسحاق دانتسیفر اشد الوقع في نفوس
زملائه من الفنانين والادباء وغيرهم الذين عرفوا دانتسيفر الانسان والفنان الذي سعى دائما الى ان يكون مجددا ويرفع صوته ضد كل مظاهر الفين
والاذى تجاه الانسان الذي منه استمد فنه .
عبد عابدي .
