
بحضور جمهور كبير من الرسامين والفنانين والمثقفين والادباء ، افتتح الرسام أ. عوكشي والشاعر عصام العباسي ، صباح يوم السبت الماضي معرض رسوم الرسام عبد عابدي ، في دار الكرمة في حيفا . ورحب باسم المركز العربي اليهودي – بيت الكرمة – مدير قسم الرسم فيه الرسام فويرشتاين 
ويضم معرض الرسام عبد عابدي قرابة ٤٠ لوحة بالاسود والأبيض ، رسمها في البلاد وفي أثناء دراسته في دريسدن .
وسيبقى المعرض مفتوحاً حتى ٠٧٢/١١/٢٢

كلمة الرسام عوكشي
بدأ ا. عو كشي كلمته وشكر الرسام عبد عابدي لدعوته ياة لافتتاح معرضه ، وقال انها لمناسبة طيبة أن يكون له حظ افتتاح هذا المعرض الذي يمتاز باللون الاسود والابيض في اللوحات ، وبأن عبد عابدي درس في درسدن في المانيا ، ويبدو تأثره بالرسام الالماني هانی ریشتر الذي عاصر
المراحل الفنية ابتداء من حركة الدادا حتى اسلوبه الواقعي ، وكذلك تأثره بليئه جروندیش الرسامة المعروفة، وتلاميذ اكبر الرسامين ( الجرافيكيين ) في المانيا مثل کیتز و بوندزین
وتحدث عن فن عبد عابدي فقال انه فن واضح يمتاز بصدق التعبير والفكرة الكامنة في لوحاته الخارجة من حياته اليومية .
نقوشا وزخرفات ، أو
كلمة عصام العباسي
ايها الحفل الكريم !
يسعدني ان اشترك مع الفنان عوكشي فى افتتاح معرض فناننا عبد عابدي ، ذلك لاننا قبل سنوات عدة كنا ننظر الى عبد من فوق منبطحا على الارض يخربش خرابيش الدجاج ، ويقدم أشياء يسميها رسوما ، اما اليوم فصرنا ننظر الى عبد الى فوق رساما يشق طريقه في عالم الفن قدما في خطوات واسعة ، ويسهم في وضع حجر الاساس للفن العربي في اسرائيل بشكل خاص .
وعبد عابدي هو من الرسامين أو من الفنانين الذين لا يرون ان هدف الفن هو للفن ، بل الفن للانسان ، ذلك ، فعندما تحاول تفسير هذا الفن لا نفعل ذلك من خلال مقاييس تقليدية قديمة  .
فالعمل الفني لا يشرح كما تشرح قواعد اللغة ، وقواعد القراءة والكتابة فالفنان فنان الناس – يتحمل أعباء كبيرة وكثيرة لا عد لها ولا حصر ، يكفي ان نذكر منها خلق الحماسة في نفوس الناس ، في وقت تضعف فيه المعنويات فهو ليس آ لة فوتوغرافية ، ليس عينين ولا أذنين .. الفنان أكبر من ذلك بكثير .. هو كيان سياسي متيقظ لكل ما يدور حوله في بلاده وفي العالم الكبير .. فالفنان الرسام لا يبدع فنه لتزين به الجدران ، انما هو وسيلة هجوم على شر ووسيلة دفاع عن الانسانية .
بعد فترة طويلة كان الرسم العربي الفلسطيني خلالها مجرد هوايات ، أو طبعا عن لوحات عالمية ، أو تصويرا للطبيعة ، يخرج عبد عابدي الرسام العربي الاسرائيلي ، وزملاؤه الفنانون العرب الفلسطينيون ليقدموا لنا ابداعا جديدا يدمجون فيه الزخرف العربي مع الفن الواقعي الذي أشرنا اليه منطلقين في لوحاتهم من قضايا جماهيرهم المحيطة بهم بآلامها ومآسيها وتطلعاتها و آمالها
أنهم لم يعودوا يصورون لنا المرأة ولا الانسان ولا الطفل ولا الشجرة ولا السماء ولا أي جانب من جوانب الطبيعة والحياة تصویرا حرفيا بعيدين عن خبراتهم الذاتية ، لانهم لم يعلموا نفوسهم عن جوهر المرأة والانسان والطفل ، والشجرة والسماء واللجبل وكل جانب من جوانب الحياة والطبيعة .. فالفنان المتيقظ سياسيا والواعي لما يدور حوله ، في رأسه فكرة الموضوع سيتركها في لوحاته لتبقي أثرا …أفكار الفنان وأحاسيسه ، أراد ام لم يرد ، ستنعكس على عمله الفني .
هذه الامور تنطبق على عبد عابدي الرسام العربي الاسرائيلي ، في لوحاته البيضاء السوداء المعروضة أمامنا هنا ، وفيها نجد قصة شعبنا بمأساته وآماله ، ونجد وعي الرسام السياسي في ظلاله و اشخاصه ، والطبيعة المحيطة بهم ، ونسمع صيحة الامل ، وتنهيده الصمود ، وتهويمة التفاؤل والامل .
وعبد عابدي لا يمتاز بأنه موهوب وواع ومتيقظ لما حوله من أحداث ، بل يتمتع بدراسة فنية بدأها منذ أوائل حياته الفنية باختلاطه بزملائه الرسامين الاسرائيليين وواصلها في اكاديمية الفنون في دريسدن ، في المانيا الديمقراطية ، بالاضافة الى فهمه السياسي وثقافته ، وهي أمور يحتاج اليها الفنان كي يصبح فنان الشعب ، الفنان الواقعي الذي يحيا مع الناس ، حتى عندما يكون في عزلة وانفراد ، تعتمل فيه أفكاره ومواضيعه التي يحاول أن يقدمها للناس  .
نتمنى لرسامنا عبد عابدي المزيد من الانتاج الفني ، والسير قدما في فنه الذي أراد له ان يكون وسيلة هجوم على شر ووسيلة دفاع عن الانسانية، وتطلعا نحو المستقبل الاجمل والسلام .
source: Al Ittihad


.










