والأصالة وتطوير المعرفة
أحد عشر مبدعا حازوا على جوائز دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية، والتي أعلن عنها قبل عدة أيام في مؤتمر صحفي لوزارة الثقافة الفلسطينية في مقرها بمدينة رام الله، بحضور وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف ورئيس لجنة الجائزة الدكتور أحمد حرب وعدد من أعضاء اللجنة والكتاب والأدباء الفنانين.
أحد عشر كوكبا وغياب الصوت النسائي
أحد عشر مبدعا من أصل 121 تنافسوا على هذه الجوائز، وكان المسوغ لمنحهم الجوائز تحقق شروط الإبداع والأصالة وتطوير المعرفة كما جاء في خطابي وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف ورئيس لجنة الجائزة الدكتور أحمد حرب، فيما غابت عن الجوائز الأسماء النسائية، حيث لم تحظَ أي من المتقدمات للجائزة بفرصة الفوز ودون تعليق من أي جهة حول هذه المسألة.
وزعت الجوائز على خمسة مجالات شملت، عن مجمل الأعمال، والتي حصل عليها كل من الشاعر عزالدين مناصرة والروائي رشاد أبو شاور والدكتور فهمي جدعان.
جائزة الآداب والتي فاز بها كل من الروائي والقصصي محمود شقير عن مجموعته القصصية “سقوف الرغبة” والروائي أكرم مسلم عن روايته “بنت من شاتيلا”.
أكرم مسلم خلال توقيع روايته- بنت من اشاتيلا
أما جائزة الفنون، حصل عليها كل من الفنان خالد حوراني والفنان عبد عابدي.
وجائزة الدراسات الاجتماعية والعلوم الإنسانية كانت من نصيب الدكتور نبيه القاسم والدكتور محمد بكر البوجي.
وجائزة المبدعين الشباب لكل من الفنان ثائر العزة عن فيلمه “دلة قهوة”، والشاعر عبدالله بكر عن ديوانه “الحديقة داخل البيت”.
عن الجائزة
وتعليقا على منح جوائز دولة فلسطين، عبر الإعلامي عماد الأصفر عن سعادته بمنح هذه الجوائز لمن يستحقها، قائلا: “أكثر ما يسعدني في وضعنا على الأقل هنا في رام الله هو هذا العدد الكبير للفعاليات الثقافية المتنوعة، هذا يعطيني أملا كبيرا بالمستقبل، صحيح أن الحضور عادة قليل ولكنه نوعي، ورغم ذلك فإن عدد الفعاليات التي تشهدها رام الله ربما يفوق عدد ما تشهده عواصم عربية كبرى، وجوائز فلسطين واحدة من أسباب هذا السرور، فمن فازوا بها مستحقون لها وعن جدارة، سعيد جدا بهم كلهم”.
رابعا : جائزة فلسطين في الفنون
الأستاذ عبد عابدي
ولد الفنان عبد عابدي في حيفا عام 1942 وما زال باقيا في حي النسناس فيها. كرس بالعين الثاقبة طاقاته المتجددة لخلق فن غني ومتنوع. كما عمل على خلق أجيال من الفنانين في الداخل من خلال عمله في تدريس الفن، ويمثل فنه تنوع الروح الفلسطينية وتعددها التي لم يتوقف الاحتلال عن محاولة وأدها، مستخدما مواد متنوعة ومختلفة للتعبير الفني عما يراه. وفي لوحاته وجدارياته المصنوعة من الفسيفساء وأعماله التشكيلية كافة تطل جزيئات حيفا ومشاهدها الملونة بألوان البحر والسماء والطائرات الورقية التي تبزغ نقيضاً للقمع والعدوان. ويبرز من خلال لوحاته ومنحوتاته عناصر البقاء والصمود الفلسطيني في الداخل والإيمان بمستقبل فلسطيني أفضل. يغرف الفنان من رموز الديانات المتسامحة التي حفلت بالتضحية والفداء والانتماء إلى الأرض. يعتبر فنه بمثابة التأريخ الفني للحفاظ على مدينة حيفا العتيقة التي تقوم البلدوزرات الاحتلالية بتهديمها حالياً من قبيل محو ماضي المدينة وأجوائها العربية القديمة التي يتم دمارها أمام عينيه يوماً بيوم. هذا ما يسوغ تقديم جائزة فلسطين للفنون لعام 2019 على مشروعه الأخير الذي يرسم فيه تفاصيل وجزيئات من حيفا القديمة.