
بقلم: شاکرفريد حسن *
يعتبر عبد عابدي من ابرز الفنانين التشكيليين الواقعيين في هذا الجزء الجميل من ارض الوطن، وقد جعل قضية الفن من اكبر همومه الروحية منذ بدء عهده مع الريشة والالوان. فکرس حياته في خدمة الفن التشكيلي الفلسطيني في اسرائيل وعمل على تطويره ورفده باللوحات الفنية الواقعية. وخلال السنوات التي انقضت من عمره قدم عابدى المئات من اللوحات الفنية التي ظهرت على صفحات المجلات والصحف التقدمية، وشارك في العديد من المعارض الفنية في الداخل والخارج. والواقع أن عبد عابدي فنان يعي ويدرك أهمية وقيمة ودور الفن الابداعي كسلاح هام في معارك شعبنا النضالية الحضارية دفاعا عن حقنا في البقاء والتطور في وطننا الغالي والعزيز والمقدس ومن اجل المساواة التامة والسلام العادل و الشامل والمتكافئ. ولذلك فانه يرى في الفن انعكاسا لحقيقة الواقع المتحول بهدف تغيير هذا الواقع تغييرا ثوريا وخلق وبناء حياة جديدة ، دافئة وممتعة في اللوحة الفنية. ان العامل الأساسي الذي يجعل لوحات عبد عابدي ناجحة وقوية ومؤثرة هو عمق تركيب الالوان التي تأتي دائما مترابطة وعميقة وخلق الوجوه بشكل مرئي وملموس. وفي لوحاته الفنية نجد عبد عابدي يتناول مآسي اللاجئين لفلسطينيين وحكاية تشردهم وغربتهم الطويلة العامرة بالشقاء والحزن والمرارة، وقضية سلب ونهب الاراضي من الفلاحين العرب ودفاعهم المستميت عنها ، وصمود الانسان الفلسطيني الباقي في وطنه ووقوفه امام مشاريع الترحيل والاقتلاع والتشريد، ونضال جماهيرنا العربية المحرومة من ابسط حقوقها من اجل الغد الافضل والاحلى كما يصور عابدي الطبيعة في ربوع بلادنا الجميلة، ويرسم صورة لرعاة
البقر والغنم الجالسين على التلال والذين يحملون مزاميرهم ويرنون الى الارض الطيبة وبقايا المئذنة في احدى القرى العربية المهجرة. كذلك فان عابدي الفنان الذي يتفاعل ويتجاوب مع الأحداث السياسية وتداعياتها عايش معاناة شعبه الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال فجسد في لوحاته المعاناة الحقيقية، للعذاب الانساني والمقاومة الشعبية الفلسطينية والانتفاضة التي فجرتها جماهير الشعب الفلسطيني بكل اتجاهاتهم واطيافهم من اجل التحرر والاستقلال وبناء الدولة الوطنية المستقلة. أن عبد عابدي فنان يرسم بتلقائية وعفوية تامة الواقع الموضوعي كما يراه وكما يمليه عليه احساسه وشعوره العميق مما يجعلنا نحس بالصدق في التعبير الواضح في لوحاته الفنية التشكيلية. ولهذا علينا أن نقرر بأن لوحاته هي معالم فنية ووطنية وسياسية في مسيرة الابداع التشكيلي الفلسطيني وفي مسيرة النضال الشعبي من اجل العيش بحرية وكرامة. وتحية الى عبد عابدي بمناسبة بلوغه الستين من عمره ولتکن ریشته سعفة يجدف بها قارب الحب والامل الى منبع الشمس والنور .
source: https://www.nli.org.il/en/newspapers/?a=d&d=alittihad20020307-01.2.95
