غرشون كنيسبل
لخّصنا إنهاء النصب التذكاري في سخنين، كلّ واحد بأسلوبه. أنا كتبت: “لقد أقمت مع صديقي وزميلي عبد عابدي تلك “الكومة من المكعّبات” للغاية نفسها: لطرد الأرواح الشريرة ولإبقاء الأثر، أثر الأعمال الشريرة، السلب والنهب (…) شهادة تلتقي عندها الأجيال القادمة، التي سيصعب عليها التصديق بأنّ ما حدث قد حدث فعلاً…”. وأنت، عبد، أضفتَ: “قد يكون عملنا المشترك (…) تجسيمًا لفكرة التعاون الخلاق بين أبناء الشعبين من أجل أن لا تتكرّر المأساة..”.
مرّ ثلاث وثلاثون سنة منذ ذلك الحين، ورؤيتنا بوضع نصب تذكاريّ للأجيال القادمة التي تستصعب “التصديق بأن ما حدث قد حدث فعلا” – تهشّمت تهشيمًا.
جيل مضى منذ وضع النصب..
قتل الشبان الستة برصاص ضبّاط شباب في ذلك الحين أثار موجة من الغضب والاحتجاج هنا. وهذا ما سرّع إقامة النصب التذكاري عام 1977. وقد نقشنا عليها الجملة: “تعميقًا للتفاهم بين الشعبين“. فالمسّ الخطير بأحياء بكاملها في بيروت، بسكّانها، في حرب “لبنان الثانية” ومأساة الفلسطينيين معدومي الحماية، ونسائهم، أطفالهم ومسنييهم في حرب غزة، لم تغيّر جميعها من وعي سكّان صهيون.
لم يكن بمقدور النصب التذكاري وقف حملة الفظائع ودائرة العداء، فظلّ يقف محذّرًا أمام المدّ الجارف للقومجية المتصاعدة. لم يكن بمقدوره “طرد الأرواح الشريرة” بسبب الاحتلال الجارف.
مرّ 33 سنة منذ ذلك الحين، لا نزال معزولين، لكننا مؤمنون بدربنا، ولا بديل لهذا!
غرشون كنيسبل، حيفا، نيسان،2010