
افتتح في أوائل هذا الاسبوع في كفر ياسيف معرض الفن التشكيلي الاول للهواة من كفر ياسيف والمنطقة المناسبه مرور نصف السنة على وفاة لشاعر حبيب زيدان شويري . واشترك فيه عشرة من الرسامين الشبان ، ميزت لوحاتهم النزعة الى التعبير عن الالم الغاضب المتجسم في اللوحة التشكيلية .
وقد أقيم المعرض بمبادرة نادي بيت الشباب التابع للمجلس البلدي وبالتعاون مع الرسام عبد عابدي الذي سعى مع مدير النادي ، السيد رفائيل بولس ، وجمهور الفنانين المشتركين وقد يكون هذا العمل الفني التجربة الأولى من نوعها في تصميد وتنشيط وبلورة اتجاهات الفن التشكيلي ليأخذ
مكانه الطبيعي الى جانب الحركة الادبية في بلادنا فالمعرض المتواضع يشكل ، كما قال الرسام عبد عابدي في كلمة الافتتاح : ( محاولة ايجاد نواة فنية شابة يكون باستطاعتها المساعدة في تطوير الابداع الفني وتنمية ذوق الجماهير المحبة بطبيعتها لهذا الابداع والتمتع بكنوزها الحضارية ، التي
أثرت على مجرى حضارات أخرى وأغنت فن العمارة وفنون الزخرفة وطورت ما يعرف بفن ( عرابيسك ) الذي اذهل الغرب بروعته وجماليته
وأثر في فنونه . وان لهذه الجماهير الواسعة تذوقا تلقائيا تعكسه في عملها الابداعي اليومى الحرفي . وتكيف طبيعة الانسان العربي في البيئة التي
ينسجم معها ويضيف اليها رونقا جماليا بوجود النخلة وحبق الياسمين واخضرار الليمونة وخشونة الفرشاة الملطخة بالالوان على الجدران
وايقاعات ( السنابل » المتسلسلة وهي الايقاعات المنسابة من الناي ، وغزل الشعر والشاعر عاشق صحرانه التي تجعل منها جميعا مفهوما مرئيا
يسمى فنا ) . وكذلك .. فان ما جاء في كلمة الدكتور الشاعر سليم مخولي عن الاديب الراحل وسعيه في حياته على الارض الى حمل كلمة الحق ونضاله في سبيل أبناء شعبه ورفع الفين ومسببات القهر والاضطهاد ، والمتغنى بانتصارات الشعوب في سعيها نحو الحرية لهو دليل أكيد على هذا
التلاحم والانتصار في الفكرة والمضمون لما يحمله هذا المعرض من مواضيع قيلت وتقال بواسطة الكلمة المكتوبة وجسدها هذا المعرض في الشمول
ورؤية العين المجردة
عن المعرض
عرض في هذا المعرض قرابة ٦٠
لوحة وبعض المنحوتات من أعمال عشرة فنانين قد تتفاوت جودة اعمالهم ومنهم من يعرض اعماله لاول مرة. فالرسام الهاوي كميل ضو عرض ثماني لوحات من الباستل » و « الغواش ) والحبر الصيني وهو المعرض الأول الذي يشترك فيه لكنه قدم عملا واعدا وقد نلقاه في مناسبات أخرى
وكذلك الفنان الهاوي جميل عمرية الذي استوحى اكثر لوحاته من البيئة البدوية وقد عرف في الماضي من على صفحات (( الفد » حيث كتب عنه
وعن أعماله وقدم الفنانون الآخرون ومنهم كمال ملحم وسليمان سكس وايليا نوفل ، وهم طلاب فرقة المرسم التي يشرف عليها الفنان عبد عابدي ، اعمالا تميزت بالانضباط الفني وفي محاولاتهم الجادة في التكيف مع المادة وتسيير التكنيك في خدمة العمل الفني ، الذي ظهر عند بعضهم على درجة
عالية من الكمال : كمال ملحم في اقتراح النصب تذكاري ) وايليا نوفل في رسوم ( الغواش » والفحم لوحة منظر ابو سنان ومنظر طبيعي).
أما خليل ريان فهو رسام محترف عرفه الجمهور في المعارض التي اقامها في حيفا والناصرة . ونشرت بعض لوحاته في مجلة ( الجديد ) وصحيفة
الاتحاد ( وكتب عنه في المجلات العربية الصادرة فى الخارج . وتميزت لوحاته بالمواضيع السياسية والالوان المنسجمة مع الفكرة والمضمون. ومن لوحاته : (( احتجاج و « نساء فلسطينيات )) و (( السعي نحو السلام » و « وجه امرأة ) . وفي جميع هذه الاعمال كان ريان أمينا
للفكرة والمضمون ومسيطرا على الالوان التي تميز اعماله واشترك الفنان الدكتور سليم مخولي الشاعر والاديب الذي خطط بنفسه لوحات لقصائده التي نشرت في كتابين أصدرهما قبل مدة . وكانت لوحاته في هذا المعرض تعبيرا شاعريا دل على مقدرة جيدة ( وجه امرأة) و ((عاشقين)) )
وقدم مروان ابو الهيجا بعض لوحاته الجديدة منها ( منظر نساء بدويات في خلفية صحراوية » و «وجه شخصی» و «فتاة )) و (امرأة عجوز».
وفي اكثر لوحات مروان لمسنا طيبة وترابطا لونيا وتأكيدا على المضمون جاء في نزعة انسانية عارمة واخلاصا للقضية التي يرتبط بها . والجديد
ايضا في اعمال هذا الفنان الذي عرفناه في معرضه الاول بحيفا قبل سنتين هو في الاعمال النحتية التي قدمها والمصنوعة من الباطون الذي
تحول الى اشكال آدمية وفق مروان في صنعها واشترك في المعرض كذلك الاستاذ أسعد حزان في لوحات مرسومة بالفحم . ومن هذه اللوحات ( رجل
في الزقاق » و « طفل » و « وجه امرأة مسنة ) و امتازت اعماله بدقة التأكيد على الشكل وجزئيات المواضيع المرسومة في اللوحة
وقدم عمر عبد الفني بعض اعماله منها لوحة (( منبت الاحرار ( ولوحة عالم الفضاء ) و ( حمامات السلام على الدبابة » . وهي محاولات تحتاج
الى السعي في ايجاد ترابط الشكل مع المضمون الذي يحتاج اليه كل مبدع .
وأخيرا : فمعرض كفر ياسيف بادرة تستحق الشكر والتقدير ، وتجربة يجب ان تتكرر
مراقب فني »
