
كان من بين الذين زاروا معرض عبد عابدي في الناصرة الشاعر العبري أ. نوف ، وهو ليس غريبا عن قراء صفحتنا فقد قدمنا بعض أعماله مترجمة الى العربية . وهو في الوقت نفسه ها وی رسم . وهنا نختار بعض فقرات من مقاله عن انطباعاته من رسوم عبد عابدی .
رسوم الباستل
ليس عبد عابدي أول من يستعمل الباستل برسمه بشكل ناجح . ومن المضرورى ذكر الرسامة فيولا بندش التي سبقته بسنوات عديدة. فالمفاجاة.
هنا ليست في السبق ، بل في الحقيقة أن عبد عابدي خرج الى الطريق الرئيسية في الرسم بالالوان . والمفاجأة ايجابية لان هذا الفنان يرسم رسما
تشكيليا . وكثيرا من رسومه واقعی محسوس . وتظهر الواقعية المحسوسة في أوحة ( يوم الارض . الالم في خطوط الى جانب خطوط وليس في طبقات من الالوان فوق طبقات وليس في كتل ألوان . ويظهر هنا شخص ساقط ورأسه الى أمام . ومع كل التغير الكبير في التكنيك وشكل الموضوع يذكرنا الرسم برسم شاب في تاريخ الفن : حلم مار بطرس أفرنسيسكو سوربران ١٥٩٨ – ١٦٦٤ ) غير أن فناتنا المعاصر انتج انتاجا مختلفا جدا وجديدا تماما وجميع لوحات الباسئل التي يعرضها عبد عابدی تشكل كل واحدة عملا جماليا من الدرجة الأولى وتضعه في الصفوف الأولى من رسامي بلادنا فاللوحة : ( امرأتان » تبرز التناقض بين امرأتين . وهنا الجرأة الكبيرة جدا والشجاعة لوضعه الواحدة أمام الأخرى التي تناقضها واظهاره الانسجام من هذا التناقض أما لوحته ( أم وطفل ) فهي موضوع خطير بسبب كثرة ما رسم في هذا الموضوع . ويكن هذا الفنان الحب الصيادي السمك . نبين لوحات الباستل نجد صيادا ) وفي أوحاته المقربة مثله في لوحاته الأسود والابيض ) تتكرر الوتائر فنجدها أحيانا في أمواج متوازية وأحيانا في أمواج غير متوازية ( مثل ام وطفلها ( تظهر نوعا من التعارض
ولكنها صورة توجد دائما في تحليلها الاخير رتابة مثلما تظهر المنظرة الأولى اليها . وليس أدى أدنى شك في أن الفنان المتملك زمام التكنيك المشرب بالحس الجمالي العميق ويعتمد في الوقت نفسه على العقلانية سيحرز على مزيد من التقدم . لا سيما وان لدى عبد عابدى ما يقوله ، ليعبر عن تطلعات
شعبه الوطنية – العرب الذين يحيون في دولة اسرائيل والشعب العربي الفلسطيني
) عن زو مديرخ )
