غصت قاعة مسرح السرايا العربي في يافا بشكل يلفت النظر يوم 11 بالكثيرين من عشاق المسرح من يافا ,اللد , الرمله ,حيفا , القدس وغيرها الذين حضروا لمشاهدة العرض الاحتفالي لمسرحية الكاتب المصري لينين الرملي على خشبة مسرح السرايا . من بين الضيوف الذين حضروا من خارج البلد الكاتب سلمان ناطور الفنان عبد عابدي والفنان مصطفى الكرد ومدير مسرح الحكواتي والاسيران المحرران من خلال صفقة شليط مخلص برغال ومحمد زايد والكثير من الضيوف مدراء المؤسسات اليافيه وغيرهم .
مسرحية الحادثه كما يُعرفها كاتبها لينين الرملي مسرحيه اجتماعيه سياسيه مصاغه باسلوب الكوميديا السوداء لتعرض اوضاع مجتمعنا والعلاقه ما بين الرجل والمرأه لتعكس علاقة السلطه والشعب بالمعنى السياسي من خلال هذه العلاقه . تجري معظم احداث المسرحيه في غرفة داخل بيت محكم الاغلاق والعزله عن العالم احضرالحبيب اليه الفتاة المخطوفه التي يحبها حب الجنون ليجبرها على مبادلته الحب .
جاء اختيار هذه المسرحيه بالذات من قبل المخرج اديب جهشان لعرضها على جمهورنا العربي ليثبت المسرح التزامه في انتقاء اعماله الفنيه المبدعه والملتزمه كأعماله السابقه في هذه السنه –مسرحية شوكلاطه التي تعالج مشكلة تعاطي المخدرات ومسرحية نت التي تتطرق الى منافع واخطار استعمال الانترنت – ولتصبح المسرحيه لقاءا فنيا مميزا بين الكاتب والكادر الفني والمخرج.
بداية المشوار كانت بصياغة الاديب سلمان ناطور للمسرحيه باللغة المحليه العربيه الفلسطينيه ليعكس الروح التي ارادها الكاتب المصري لينين الرملي بلغة شعبنا بعد ذلك جاء التلاحم ما بين فحوى المسرحيه وتصميم الديكور على يد الفنان عبد عابدي لتصميم غرفة عزل الفتاه المخطوفه كسجن من الذهب وقام مساعد المخرج جابي عربيد ببناء ناجح لداخل الغرفه سينغرافيا بما يتماشى ورؤية المخرج للمسرحيه . اما الفنان اياس ناطور فقد ابدع بمكونات الضوء والموسيقى لينجح من خلال ابداعه باستعمال الضوء والموسيقى بتحويل الغرفه الى سجن براق يمثل الواقع الاسود للاحداث. اما النجاح الاعظم فهو نتيجة لابداع الممثلين الرئيسيين ربى بلال عصفور واياد شيتي الممثله القديره ربى لعبت دورها بنجاح عظيم لتقف كالشعب تماما بكل عزة وكبرياء امام تلاعب الرجل والسلطه بحياتها وعواطفها ومستقبلها وجاء دور الممثل اياد شيتي مقدما لنا الوجه البشع لطبيعة الرجل والحكام الذين يستهترون بشعبهم ويطالبون الشعب بالوقت ذاته ان يحبهم . كذلك ادى الممثلان الناجحان كامل سطل وسامي فانوس ادوار عده في المسرحيه حيث برز الممثل كامل سطل خاصة بدور صاحب المصنع والمال الذي حاول استغلال الفتاه المخطوفه التي عملت في مصنعه اما الممثل سامي فانوس فقد امتاز بدور الفتى الشاب الاشتراكي العامل الذي يكابد صعوبات الحياه ليحظى بالعيش المحترم مع حبيبته الفتاه التي اختطفت .
داخل هذه الغرفه او داخل هذا السجن الذهبي تتعاقب حيثياث الحادثه لتكشف الوجه الحقيقي لعلاقة الرجل بالمرأه في مجتمعاتنا العربيه وجه مريض تكسوه بثور الانانيه والتسلط وحب التملك من قبل السلطه والمثمثله بمواقف الرجل العربي من ناحيه وبثور العجز والاحباط والكراهيه والخوف لمواقف الشعب التي تعكسها الفتاه المخطوفه .لتصبح العلاقه الخاصه في الحيز الشخصي امتدادا للعلاقه العامه في الحيز السياسي او العكس بالعكس ان تمتد العلاقه العامه لتستحوذ على جوهر علاقة الحيز الشخصي .
امام هذه الاحداث المريره يبدو ان الربيع العربي لم يأت صدفة ليأكد التحول الذي دفع شباب العالم العربي النهوض مع هذا الربيع لتغيير الواقع الاليم الذي يعاني منه مجتمعنا من اجل الاصلاح الديمقراطي السياسي واحترام حقوق الانسان والمواطن وعلى رأسها حقوق المرأه لكي لا تبقى حياة شعوبنا كوميديا سوداء .
هذا وسوف تنطلق المسرحيه في عروضها داخل يافا وخارجها على ضوء النجاح والاستحسان الذي لاقته المسرحيه في العرض الاحتفالي وسوف يجري العرض القادم يوم 11 في مسرح السرايا العربي في يافا .